عمليات نحت الجسم | أسبابها ونتائجها وتكلفتها
نوفمبر 20, 2023ما هو نظام الكيتو؟
نوفمبر 20, 2023تُعتبر الجروح واحدة من الإصابات الشائعة التي قد تتعرض لها البشرية في مختلف الظروف والمواقف. قد تكون الجروح نتيجة للحوادث اليومية، بعد عمليات جراحية أو حتى نتيجة للإصابات الرياضية.
تُعد عملية التئام الجروح بعد الخياطة أمرًا حيويًا لاستعادة الجلد والأنسجة المتضررة إلى حالتها الطبيعية وضمان تكوّن ندبة سليمة ومحكمة.
في هذه المقالة على موقع العيادة اون، سنقوم بتسليط الضوء على علامات التئام التي تظهر عقب عملية الخياطة ونتحدث عن أنواع الخيوط المستخدمة وأهمية اختيار النوع المناسب.
ستتناول هذه المقالة أيضًا مراحل التئام الجرح والعمليات الحيوية التي تحدث خلال كل مرحلة. سنسلط الضوء على العمليات البيولوجية التي تحدث خلال تلك المراحل، مما سيساعد في توضيح كيفية تطور الجرح وكيف يتم استعادة الأنسجة المتضررة بشكل تدريجي ومنظم. تابع القراءة لمعرفة تفاصيل هذا الموضوع الشيق.
ما هي مدة التئام الجرح؟
مدة التئام الجرح بعد الخياطة تتراوح عادةً من عدة أيام إلى عدة أسابيع أو حتى عدة أشهر في بعض الحالات وهذا يعتمد على عدة عوامل مختلفة. هذه العوامل تشمل:
- نوع الخيوط المستخدمة: تختلف خصائص الخيوط الطبية باختلاف أنواعها، فقد تكون بعض الخيوط تذوب بنفسها بمرور الوقت، في حين تتطلب بعض الخيوط إزالة يدوية بعد التئام الجرح.
- نوع العملية الجراحية: قد تؤثر طبيعة الجراحة المجراة على مدة التئام الجرح، فإجراءات الجراحة الكبرى قد تستغرق وقتًا أطول للتعافي.
- نوع الجروح التي تم إجراؤها: يعتبر حجم ونوع الجروح مؤثرًا في مدة التئامها، حيث قد تحتاج الجروح الكبيرة والعميقة لمزيد من الوقت للشفاء.
- المادة المستخدمة لصنع الخيوط: تتوفر الخيوط الطبية بمواد مختلفة مثل الحرير والنايلون والبوليستر، فقد تؤثر هذه المواد على سرعة التئام الجروح.
- حجم ومكان الخياطة: يعتبر حجم الجرح وموقعه أحد العوامل التي تؤثر في مدة التئام الجرح، حيث قد يتطلب المواقع ذات الحركة الكثيرة وقتًا أطول للشفاء.
- صحة جسم الإنسان وصحة جهاز المناعة: يلعب جهاز المناعة دورًا حيويًا في عملية التئام الجرح وصحة جسم الإنسان يمكن أن تؤثر على سرعة التعافي، حيث يحاول الجهاز المناعي التخلص من الخيوط الطبية كأجسام غريبة.
بناءً على هذه العوامل، يمكن أن يختلف وقت التئام الجرح بشكل كبير من شخص لآخر ومن جرح لآخر.
أنواع الخيوط المستخدمة للجروح
في التالي سنعرض عليك أنواع الخيوط ومدة التئام كل منهم:
خيوط قابلة للذوبان
الخيوط القابلة للامتصاص تستخدم عادة عند عدم الحاجة لمتابعة حالة الجرح وتُستخدم في حالات مثل:
- جراحة الفم والأسنان.
- عملية الولادة القيصرية.
- استئصال الأورام في حالات سرطان الثدي وجراحة استبدال الركبة.
على سبيل المثال، قد يتطلب خلع ضرس العقل وخياطة الجرح بعد ذلك عدة أسابيع للالتئام، في حين قد تحتاج جراحة استبدال الركبة وخياطة مكان الجرح إلى عدة أشهر للتئامه بشكل صحيح.
خيوط غير قابلة للذوبان
مدة التئام الجرح بعد الخياطة باستخدام الخيوط غير القابلة للامتصاص قد تختلف بناءً على مكان الجرح. فيما يلي أهم الأماكن المعرضة للجروح ومدة التئام الجرح الخاصة بها:
- الوجه: 3-5 أيام.
- فروة الرأس والذراعين: 7-10 أيام.
- الصدر، الساقين ،اليدين، المفاصل والقدمين: 10-14 يوم.
- الكفوف وباطن اليد: 14-21 يوم.
يرجى ملاحظة أن هذه المدة الزمنية هي متوسطة وقد تختلف من شخص لآخر بناءً على عوامل متعددة، بما في ذلك حجم الجرح ونوعية الجروح وصحة الشخص ونظامه الغذائي وأسلوب حياته.
يعتمد أيضًا الجزء الجسدي الذي يوجد به الجرح، حيث تكون بعض المناطق أكثر عرضة للحركة والاحتكاك مما يؤثر على سرعة التئامها.
مراحل التئام الجرح
يمكن تصنيف مراحل التئام الجروح كـ (تورم، إعادة ترميم وإعادة تشكيل) ولكن لأننا نريد أن تكون ملم بجميع التفاصيل الدقيقة سنقوم بتصنيفهم بشكل آخر كالتالي:
مرحلة الإرقاء
مرحلة الإرقاء هي عملية حيوية تحدث في عملية التئام الجروح، حيث يتم إغلاق الجرح عن طريق التجلط.
- تبدأ هذه العملية عندما يتسرب الدم من الجسم. الخطوة الأولى في الإرقاء هي عندما تتقلص الأوعية الدموية؛ لتقييد تدفق الدم.
- بعد ذلك، تلتصق الصفائح الدموية ببعضها البعض لإغلاق الفاصل في جدار الوعاء الدموي.
- وفي النهاية، يحدث التجلط عن طريق تشكيل شبكة من الفيبرين تشبه عامل ربط جزيئي وتحتوي على صفائح الدم وخيوط الفيبرين التي تعمل على تعزيز الجلطة.
- تتحول المرحلة السائلة للدم إلى هلام بواسطة البروتينات المساعدة لعملية التخثر وإطلاق البروثرومبين.
أي أن مرحلة الإرقاء من التئام الجروح تحدث بسرعة كبيرة. يتم فيها بالتصاق الصفائح الدموية بسطح البطانة الفرعية للأوعية الدموية وذلك في غضون ثوانٍ من تمزق الجدار الطلائي.
مرحلة الالتهاب
الالتهاب هو المرحلة الثانية من عملية التئام الجروح.
- تبدأ هذه المرحلة مباشرةً بعد الإصابة، ذلك بعد تسرب ما يسمى رشحة من الأوعية الدموية والتي تتكون من ملح، بروتين وماء.
- ينتج هذا الرشح عن تفاعل الأوعية الدموية مع الجرح، مما يسبب تورمًا موضعيًا في المنطقة المصابة.
- تلعب هذه المرحلة دورًا هامًا في مراقبة النزيف ومنع حدوث العدوى.
- تسمح عملية تجمع السائل والرشح بتوفير بيئة مثلى للجرح، حيث يمكن للخلايا التالفة والخلايا المسؤولة عن التئام الجروح الانتقال إلى المنطقة المصابة.
- خلال المرحلة الالتهابية، تتم إزالة الخلايا التالفة والمواد الضارة والبكتيريا من منطقة الجرح.
- تعمل خلايا الدم البيضاء والعوامل النمائية والعناصر الغذائية والإنزيمات معًا على إحداث التورم والحرارة والألم والاحمرار التي تكون شائعة خلال هذه المرحلة.
يعتبر الالتهاب جزءًا طبيعيًا من عملية التئام الجروح ويكون ضروريًا للتئام الجرح بشكل صحيح. ومع ذلك، قد تسبب المشكلة فقط إذا استمرت المرحلة لفترة طويلة أو إذا كان هناك أعراض مفرطة للالتهاب.
مرحلة التكاثر
المرحلة التكاثرية لشفاء الجروح هي عندما يبدأ بناء الجرح بنسيج جديد مكون من مادة الكولاجين ومصفوفة خارج الخلية.
- في هذه المرحلة، يقوم الجرح بالانكماش عند بناء أنسجة جديدة.
- كما يتطلب الأمر إنشاء شبكة جديدة من الأوعية الدموية لتزويد النسيج الجديد بالأكسجين والمغذيات اللازمة.
- تلعب خلايا الأرومة الليفية العضلية دورًا مهمًا في هذه المرحلة، حيث تسبب تقلص الجرح وسحب حوافه معًا باستخدام آلية مماثلة لتلك الموجودة في خلايا العضلات الملساء.
- في المراحل الصحية من التئام الجروح، يكون النسيج الجديد لونه ورديًا أو أحمرًا وغير متساوي في القوام. كما أنه لا ينزف بسهولة.
ومع ذلك، يمكن أن يكون النسيج الجديد الداكن علامة على الإصابة أو نقص الرطوبة. في المرحلة الأخيرة من المرحلة التكاثرية لشفاء الجروح، تبرز الخلايا الظاهرية للإصابة.
وجب التذكير بأن ظهور النسيج الجديد يحدث بشكل أسرع عندما تبقى الجروح رطبة حيث أن الرطوبة الجيدة تسهم في توفير بيئة مثلى لعملية التئام الجروح.
تطبيق الضمادات في غضون يومين بعد الإصابة والحفاظ على الجروح رطبة يمكن أن يساهم بشكل كبير في تحسين عملية التئام. الضمادات المحكمة أو شبه المحكمة تساعد على تثبيت الرطوبة وتجنب جفاف الجروح، مما يساعد في تعزيز نمو النسيج الجديد وتجديد الخلايا بشكل صحيح.
مرحلة الالتئام
تسمى مرحلة إعادة تشكيل التئام الجروح أيضًا مرحلة النضج. في هذه المرحلة، يتم إعادة تشكيل الكولاجين من النوع الثالث إلى النوع الأول ويتم إغلاق الجرح بالكامل.
- خلايا الجروح التي تم استخدامها لإصلاح الجرح يتم إزالتها من خلال عملية الاستماتة (apoptosis) أو موت الخلية المبرمج.
- عندما يتم وضع الكولاجين خلال المرحلة التكاثرية، فإنه يكون غير منظم ويجعل الجرح سميكًا.
- يتم محاذاة الكولاجين على طول خطوط التوتر ليكون بنية مترابطة ومتقاطعة بشكل صحيح.
- يتم أيضًا امتصاص الماء لتجعل ألياف الكولاجين أقرب إلى بعضها البعض، مما يساهم في زيادة قوة النسيج المتجدد وتحسين خواصه الفيزيائية.
- ربط الكولاجين المتقاطع يلعب دورًا هامًا في تقليل سمك الندب وجعل الجلد في منطقة الجرح أقوى وأكثر مرونة.
- يساهم هذا النمط المنظم للكولاجين في تحسين مظهر الندبة وتقليل التشوهات والعلامات المرئية للجرح، مما يعزز عملية التئام ويساعد على استعادة وظيفة الجلد المتضررة بشكل أفضل.
تبدأ عملية إعادة التشكيل بعد حوالي 21 يومًا من الإصابة وقد تستمر لمدة عام أو أكثر. وعلى الرغم من ربط الكولاجين المتقاطع وتحسين الجودة العامة للنسيج المتجدد، إلا أن مناطق الجرح التي تمت معالجتها تظل عادةً أضعف من الجلد السليم والغير مصاب.
عمومًا، تكون قوة الشد للبشرة في المناطق المصابة حوالي 80٪ فقط من القوة الأصلية للبشرة غير المصابة.
علامات التئام الجروح
يحدث التئام الجروح على مراحل وتختلف سرعة التعافي والتئام الجرح بناءً على حجم الجرح ونوعه ومكانه.
يمكننا تلخيص مراحل التئام الجرح ووضع علامات لالتئام الجروح كالتالي:
- في البداية يقف النزيف ويبدأ الدم في التجلد وذلك في غضون بضع دقائق أو أقل من ذلك.
- جفاف جلطات الدم مكونة قشرة تحمي الأنسجة تحتها من الجراثيم.
- انتفاخ المنطقة قليلًا واحمرارها أو ظهورها بلون زهري.
- خروج بعض السوائل الصافية من منطقة الجرح.
- تنمو أنسجة جديدة في مكان الجرح وملاحظة وجود ألياف بيضاء تتشكل وتكون صلبة الملمس.
- تشكل جلد جديد فوق النسيج المصاب.
- انسحاب حواف الجرح للداخل، بالتالي يقل حجمه.
- تشكل ندبة في مكان الجرح ويصبح الجرح أقوى.
- الشعور بالحكة بعدما تسقط القشرة وقد تظهر منطقة الجرح كأنها مشدودة وذات لون أحمر ولامعة.
- تلاشي الندبة مع مرور الوقت واختفائها.
تلك العلامات المرافقة تشير جميعها إلى أن عملية التئام الجروح تسير بشكل طبيعي وناجح. وعمومًا، كلما كان حجم الجرح أصغر، فإن التعافي والتئام الجرح سيكون أسرع والعكس صحيح أيضًا، حيث تستغرق الجروح الكبيرة وقتًا أطول للشفاء.
وللمزيد من المعلومات عن التئام الجروحاو موضوعات أخرى لها صلة بالموضوع يمكنك تسجيل بياناتك هنا
وللتواصل معانا يوجد لدينا قناة على الواتساب يمكنك الاشتراك فيها والتواصل معانا من خلالها
في ختام هذه المقالة، يتضح أن عملية التئام الجروح بعد الخياطة هي عملية حساسة تتطلب الاهتمام الكبير والمتابعة الدقيقة. من خلال فهم علامات التئام الجروح والنظر في أنواع الخيوط المستخدمة ومدة التئام الجرح ومراحله، يمكن للأفراد تحسين فرص التعافي الناجح والسليم.
تهدف هذه المقالة إلى نشر الوعي بأهمية التئام الجروح بعد الخياطة وتقديم معلومات شاملة حول عملية التئام وأهم العوامل المؤثرة فيها. إن فهم هذه العملية الحيوية يساهم في تحسين الرعاية الصحية وتقليل المخاطر المرتبطة بعمليات التئام الجروح.
وفي النهاية، نتمنى أن تكون هذه المعلومات مفيدة للقراء وتساهم في تعزيز الوعي الصحي والسلامة العامة.