التهاب البنكرياس | كيفية التشخيص وطرق العلاج

التهاب البنكرياس هو عبارة عن نشاط في الجهاز المناعي ينجم عنه تورم وتغيرات في أنسجته وأدائه، مما يؤثر بشكل أو بآخر على وظائفه أيضًا؛ فما أسباب هذا الالتهاب، أنواعه، أعراضه، تشخيصه، مضاعفاته، طرق الوقاية، طرق العلاج وغيرها من التفاصيل التي سنتعرف معكم عليها من خلال موقع العيادة أون.

ما هو البنكرياس؟

يعد البنكرياس أحد الغدد الموجودة خلف منطقة المعدة بجوار الاثني عشر؛ حيث يعمل على إفراز الإنزيمات التي تساعد على الهضم داخل الأمعاء الدقيقة خاصةً البروتينات، الكربوهيدرات والدهون.

كما يعمل البنكرياس على إفراز هرمون الأنسولين وهرمون الغلوكاغون لمجرى الدم؛ حيث أنهما مسؤولان عن علاج السكريات في مجرى الدم، فضلًا عن دورهما في تخزين الطعام بشكل منظم بالجسم.

أنواع التهاب البنكرياس

تنقسم هذه الحالة المرضية إلى نوعين وهما كالآتي:

• التهـاب البنكرياس الحاد: هو عبارة عن نوبة تحدث بشكل مفاجئ؛ حيث أنها مؤقتة أي تستمر لأيام قليلة، وغالبًا ما ينتج هذا النوع بسبب حصوات المرارة.
• التهـاب البنكرياس المزمن: هذا النوع من الالتهاب لا يتحسن مع مرور الوقت، بل يتطور ويتفاقم متسببًا في تلف بخلايا البنكرياس.

أسباب التهاب البنكرياس

تختلف أسباب الالتهاب الذي يُصيب البنكرياس وفقًا لاختلاف نوع الالتهاب وإليكم مزيد من التفاصيل كالآتي:

أسباب الالتهاب الحاد البنكرياس

تتطور بشكل ملحوظ التهابات البنكرياس الحادة في فترة قصيرة، والسبب وراء هذا النوع من الالتهاب يرجع إلى:

• حصوات المرارة.
• الإفراط في تناول المشروبات الكحولية.
• بعض الأدوية.
• خلل في عملية الأيض بالجسم.
• إجراء عملية جراحية.
• الإصابة بالعدوى.

أسباب الالتهاب المزمن للبنكرياس

أما هذا النوع يحدث في الغالب بعد الإصابة بالالتهاب الحاد للبنكرياس ومن أهم أسبابه ما يلي:

• قد ينتج هذا الالتهاب نتيجة لاستمرار الالتهاب فيه.
• هناك نسبة كبيرة من الحالات تُصاب بالالتهاب المزمن بسبب تناول المشروبات الكحولية بكثرة وعلى فترة زمنية طويلة.
• أيضًا يكون السبب ناتج عن اضطرابات في عملية الأيض في جسم الإنسان.
• التاريخ الوراثي للمرض.

عوامل خطر الإصابة بالتهاب البنكرياس

هناك العديد من العوامل التي تزيد من مخاطر إصابة البنكرياس بالالتهاب ومنها الآتي:

• الإكثار من تناول المشروبات الكحولية: تناول ما يزيد عن 5 أكواب في اليوم تزيد من احتمالية هذه الإصابة.
• التدخين: الأشخاص المدخنون هم أكثر عرضة للإصابة بهذه المشكلة بمعدل يزيد 3 أضعاف الأشخاص غير المدخنين.
• السمنة المفرطة: الأشخاص الذين يعانون من السمنة هم أكثر عرضة لهذه الإصابة.
• مرض السكري: السكري من الأمراض التي تزيد معها مخاطر الإصابة بالتهاب في البنكرياس.
• التاريخ العائلي للمرض: إذا كان أحد أفراد العائلة مصاب بهذه المشكلة؛ فإن هذا يزيد من فرص إصابة الشخص بنفس الحالة المرضية.

أعراض التهاب البنكرياس

تختلف الأعراض الخاصة بالتهـاب البنكرياس باختلاف نوع الالتهاب وإليكم ذلك فيما يلي:

أعراض التهـاب البنكرياس الحاد

تتمثل أعراض الالتهاب الحاد البنكرياس في النقاط التالية:

• آلام في أعلى منطقة البطن.
• تمتد هذه الآلام إلى منطقة الظهر.
• الشعور بألم عند لمس البطن.
• الحمى.
• سرعة النبض.
• القيء.
• اضطرابات في المعدة.

أعراض التهاب البنكرياس المزمن

أما أعراض الالتهاب المزمن للبنكرياس تتمثل في الآتي:

• آلام في البطن تتزايد مع تناول الطعام.
• فقدان الوزن بدون سبب.
• البراز الزيتي.
• ملحوظة: قد لا تظهر أعراض الالتهاب المزمن للبنكرياس على المريض إلا بعد حدوث مضاعفات المرض.

ما هي مضاعفات التهاب البنكرياس؟

هناك بعض المضاعفات التي تؤدي إلى إصابة البنكرياس بالالتهاب ومن أبرزها الآتي:

• الفشل الكلوي.
• العدوى.
• مرض السكري.
• صعوبة التنفس.
• الكيس الكاذب.
• سوء التغذية.
• سرطان البنكرياس.

كيفية تشخيص التهاب البنكرياس

يقوم الطبيب بإجراء مجموعة من الفحوصات الطبية عند الكشف على المريض وإليكم ذلك فيما يلي:

• الفحص السريري: يعتمد هذا الإجراء على الفحص البدني للمريض، وذلك للتأكد من وجود آلام في البطن مع سؤال المريض عن الأعراض.
• فحوصات الدم: يطلب الطبيب عمل مجموعة من فحوصات الدم للتأكد من مدى كفاءة جهاز المناعة، البنكرياس وغيرها من مختلف أعضاء الجسم.
• أشعة الموجات فوق الصوتية: تكشف هذه الأشعة حصوات المرارة أو التهابات في البنكرياس.
• الأشعة المقطعية: تساهم هذه الأشعة في تقييم درجة الالتهاب، بالإضافة إلى دورها في البحث عن حصوات في المرارة.
• أشعة الرنين المغناطيسي: تساعد هذه الأشعة على الكشف عن أنسجة وبنية البنكرياس والمرارة.
• التنظير الداخلي: يكشف هذا الإجراء عن الحصوات المرارية، التهابات في البنكرياس، انسداد في البنكرياس وانسداد القناة الصفراوية.
• فحوصات البراز: هذا الفحص يقيس مستوى الدهون الدالة على عدم امتصاص الجهاز الهضمي للعناصر المغذية بشكل طبيعي.

طرق علاج التهاب البنكرياس

إليكم أهم الطرق التي يتم من خلالها علاج التهابات البنكرياس سواء الحاد أو المزمن وذلك كما يلي:

• علاج الالتهاب الحاد للبنكرياس

يخضع المريض للعلاج في المستشفى حيث يتم إعطاؤه من خلال التسريب الوريدي، بالإضافة إلى ذلك يتم إعطاؤه الأدوية المسكنة للألم، ومن الجدير بالذكر أن نوبة الالتهاب تستمر لأيام قليلة.

كما أن هناك بعض الحالات تحتاج للعلاج في قسم الرعاية المشددة؛ حيث يتوفر مجموعة من أجهزة مراقبة ورصد المريض أثناء فترة العلاج وخاصةً أن هذا الالتهاب يؤثر على الرئتين، القلب، والكليتين.

أما في حالات الالتهاب الشديد يتعرض البنكرياس إلى تلف في أنسجته، ويتطلب الأمر إجراء عملية جراحية بغرض استئصال هذه الأنسجة، ويتم إجراء هذه العملية باستخدام منظار البطن.

• علاج الالتهاب المزمن للبنكرياس

علاج هذا النوع من الالتهاب من العلاجات المعقدة مقارنةً بالالتهاب الحاد، كما أن الطبيب المختص يحاول تقليل شعور المريض بالألم، بالإضافة إلى تحسين عملية الأيض في جسم المريض.

كما يتضمن العلاج مجموعة من الأدوية التي تشتمل على إنزيمات البنكرياس، إضافة إلى هرمون الأنسولين في حال عدم قدرة البنكرياس على إفرازه.

بالإضافة إلى ذلك تأتي إنزيمات البنكرياس التي يتناولها المريض على هيئة أقراص، وذلك حتى يتم امتصاص العناصر المغذية بشكل طبيعي، كما يجب الالتزام بنظام غذائي منخفض الدهون.

طرق الوقاية من الإصابة بالتهاب البنكرياس

هناك بعض الإجراءات التي تساهم في وقاية الشخص من الإصابة بالتهاب في البنكرياس سواء التهاب حاد أو التهاب مزمن ومن أهم هذه الإجراءات الوقائية ما يلي:

• يجب التوقف عن تناول المشروبات الكحولية حيث أنها سبب رئيسي وراء حدوث هذه الإصابة.
• التوقف عن التدخين يعد من أهم الإجراءات الوقائية لمنع الإصابة بالتهاب في البنكرياس؛ حيث أنهم هم أكثر عرضة للإصابة بالتهابات حادة أو مزمنة في البنكرياس.
• محاولة اتباع نظام غذائي صحي وغني بالخضروات، الفواكه، الحبوب الكاملة وغيرها، بالإضافة إلى تقليل الدهون قدر الإمكان.
• الإفراط في تناول السوائل يوميًا ولمساعدتك في تطبيق ذلك يمكنك إبقاء زجاجة الماء بالقرب منك دائمًا.

هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية موضوعنا عن التهاب البنكرياس؛ حيث يجب تحديد موعد مع الطبيب المختص في حال الشعور بألم حاد في البطن، خاصةً إذا لم يتحسن هذا الألم مع مرور الوقت، كما يجب طلب المساعدة الطبية على الفور إذن كان الألم يمنعك من الجلوس، ولا تستطيع الوصول للوضعية التي تُشعرك بالارتياح ومن هنا يبدأ الطبيب في التشخيص وإجراء اللازم.