بخاخ الأنف | أفضل طرق التغلب على حساسية الجيوب الأنف

تُعد حساسية الجيوب الأنفية من الشكاوى الشائعة التي يعاني منها الكثيرون وتُسبب العديد من الأعراض المزعجة. واحدة من الحلول الفعالة للتخفيف من تلك الأعراض هي استخدام “بخاخ الأنف”. يُعتبر بخاخ الأنف علاجًا مباشرًا يعمل على تقليل الالتهاب والتهاب الجيوب الأنفية والحكة التي تنتج عن الحساسية.

تتناول هذه المقالة على موقع العيادة أون مختلف جوانب بخاخ الأنف، حيث ستتناول أنواعه المختلفة إلى جانب توضيح طريقة استخدامه الصحيحة. كما سيتم التطرق إلى الآثار الجانبية المحتملة لاستخدام بخاخ الأنف وكيفية التعامل معها بفاعلية.

إضافةً إلى ذلك، ستسلط المقالة الضوء على بعض الطرق الأخرى الفعالة للتغلب على حساسية الجيوب الأنفية بجانب استخدام بخاخ الأنف، مما سيساعد القارئ على فهم أكثر لهذه المشكلة الشائعة وكيفية التعامل معها بشكل أفضل.

ما هو بخاخ الأنف؟ 

بخاخ الأنف هو أحد أشكال الجرعات الدوائية التي تستخدم لتوصيل الدواء إلى تجويف الأنف وتحقيق تأثير موضعي. يعمل بخاخ الأنف عن طريق رش جزيئات الدواء السائلة بشكل دقيق ومنتظم داخل تجويف الأنف، مما يسمح بامتصاص الدواء من قبل الأنسجة الأنفية والأوعية الدموية المحيطة.

يستخدم عادة لعلاج الأمراض التي تؤثر على الأنف والجهاز التنفسي العلوي، مثل حساسية الأنف، التهاب الجيوب الأنفية، الاحتقان الأنفي والجيوب الأنفية الملتهبة. 

وبالإضافة إلى ذلك، يُستخدم بخاخ الأنف أحيانًا لتوصيل بعض الأدوية الموضعية التي تحتاج إلى تأثير سريع وموضعي في منطقة التجويف الأنفي. يمكن أن يشمل بخاخ الأنف أدوية مختلفة مثل مضادات الهيستامين لتخفيف الحساسية وموانع الاحتقان لتسهيل التنفس.

يعتبر بخاخ الأنف طريقة فعالة وآمنة لتقديم العلاجات الموضعية للأنف وتساعد في تحسين الراحة والصحة العامة للأفراد الذين يعانون من مشاكل الجيوب الأنفية والحساسية. 

أنواع بخاخ الأنف

يمكن تقسيم أنواع بخاخات الأنف إلى نوعين وهما:

بخاخات أنف تُصرف بدون وصف الطبيب

يمكن تصنيف بخاخات الأنف التي يمكن توفيرها دون وصفة طبية إلى عدة أنواع بناءً على الاستخدام المقصود والمادة الفعالة الموجودة فيها. من بين الأنواع الشائعة:

• بخاخات الأنف المزيلة للاحتقان: 
  • تستخدم هذه البخاخات لتخفيف احتقان الأنف المرتبط بالرشح أو حمى القش (Hay Fever) أو حساسية الأنف. 
  • تعمل عن طريق تضييق الأوعية الدموية في بطانة تجويف الأنف، مما يقلل من الانتفاخ ويسهل التنفس. 
  • لا ينصح باستخدامها للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب، داء السكري، ارتفاع ضغط الدم، أمراض الغدة الدرقية ومشاكل التبول بسبب ورم في غدة البروستاتا. 
  • كما يجب استشارة الطبيب قبل استخدامها للأطفال دون سن 6 سنوات وأثناء فترة الحمل.
• بخاخات الأنف الملحية: 
  • هذه البخاخات تحتوي على محلول ملحي يستخدم لتخفيف جفاف الأنف المرتبط بالحساسية ونزلات البرد والرشح والتهاب الأنف والجيوب الأنفية. 
  • تساعد على ترطيب مجرى الأنف وتسهيل خروج المخاط وتمنعه من التجمع والانسداد.
• بخاخات الأنف الستيرويدية: 
  • تستخدم لتخفيف أعراض الاحتقان والتهاب الأنف التحسسي والرشح والعطس. 
  • تعمل هذه البخاخات عن طريق تقليص التورم والالتهاب في بطانة تجويف الأنف. 
  • ينبغي استشارة الطبيب قبل استخدامها للأطفال دون سن 2 سنوات وأثناء فترة الحمل وللمرضى الذين يعانون من بعض الحالات المحددة.
• بخاخ الأنف كرومولين الصوديوم: 
  • يستخدم لتخفيف ومنع أعراض حساسية الأنف مثل السيلان والحكة والعطس وانسداد الأنف. 
  • قد يستخدم للوقاية وللتحكم في حالات الالتهاب الأنفي. 
  • يمكن استخدامه من قبل البالغين والأطفال بعد سن 2 سنوات ويجب استشارة الطبيب في بعض الحالات المحددة.

هذه الأنواع من بخاخات الأنف تقدم حلًا فعالًا وسهلًا لتخفيف وعلاج أعراض الحساسية والاحتقان الأنفي. ومع ذلك، يجب دائمًا استشارة الطبيب قبل استخدام أي نوع منها للحصول على التشخيص الدقيق والعلاج المناسب.

بخاخات أنف تُصرف بوصف الطبيب

أما بالنسبة لبخاخات الأنف التي لا تصرف بدون وجود وصف من الطبيب يمكن تقسيمها كالآتي:

• بخاخات الأنف الستيرويدية:
  • هي عبارة عن أدوية تستخدم لتخفيف وعلاج أعراض الحساسية الناتجة عن الاحتقان والتهاب الأنف التحسسي. 
  • تُعتبر هذه البخاخات فعالة للغاية في تقليل الالتهاب والاحتقان في بطانة تجويف الأنف، مما يُساهم في تخفيف الأعراض الشائعة مثل السيلان والحكة والعطس.
  • البيكلوميثازون (Beclomethasone) والسيكليسونايد (Ciclesonide) والموميتازون (Mometasone) هي أمثلة على بخاخات الأنف الستيرويدية المستخدمة لعلاج حساسية الأنف والالتهابات الأنفية المزمنة. 
  • هذه البخاخات تحتوي على الستيرويدات الموضعية التي تعمل على تقليل التورم والالتهاب في أنسجة الأنف، مما يساعد على تخفيف الأعراض وتحسين التنفس.

• بخاخات الأنف المضادة للهيستامين: 
  • على النقيض من بخاخات الأنف الستيرويدية، تعمل على تخفيف أعراض الحساسية مثل الاحتقان والحكة وسيلان الأنف والعطس، من خلال مكافحة تأثيرات الهيستامين الناجمة عن التحسس. 
  • ومن الأمثلة على بخاخات الأنف للحساسية التي تحتوي على مضادات الهيستامين (ازيلاستين (بالإنجليزية: Azelastine) والأولوباتادين (بالإنجليزية: Olopatadine))
• بخاخ الأنف ابراتروبيوم: 
  • فإنه يستخدم لتقليل سيلان الأنف عن طريق تقليل إنتاج المخاط ويستخدم لحالات السيلان الناتج عن حساسية الأنف. 
  • لكن يجب عدم استخدامه لتخفيف أعراض الاحتقان والعطس بشكل فعال ولا يمكن استخدامه عند مرضى الجلوكوما وتضخم غدة البروستاتا.

للحصول على العلاج الأنسب والمناسب لحالتك، يُفضل استشارة الطبيب لتحديد البخاخ الأنفي الذي يناسب احتياجاتك ويعمل على تخفيف الأعراض بفاعلية وأمان.

ما الآثار الجانبية لاستخدام بخاخ الأنف؟

تختلف الأعراض الجانبية التي قد تحدث نتيجة استخدام بخاخات الأنف باختلاف نوعها.

بخاخ الأنف المزيل للاحتقان

• التهاب الأنف الدوائي (Rhinitis Medicamentosa) يعتبر من أكثر الأعراض الجانبية شيوعًا لدى المرضى عند استخدام بخاخ الأنف المزيل للاحتقان. 
• قد يحدث بسبب استخدام البخاخ بشكل متكرر زائد عن الحاجة أو لفترات طويلة ويتمثل في تفاقم الاحتقان الموجود عند المريض بعد التحسن.

أعراض جانبية محتملة تحدث مباشرة بعد الاستخدام: 

• حرق داخل الأنف.
• وخز.
• عطس.
• زيادة إفرازات الأنف.

يجب إبعاد البخاخ المزيل للاحتقان عن أيدي الأطفال لتجنب الأعراض والمضاعفات الناجمة عن بلع محتويات البخاخ، مثل ضعف نبضات القلب والنعاس.

بخاخ الأنف كرومولين الصوديوم

له أعراض جانبية محتملة تحدث بعد استخدام بخاخ كرومولين الصوديوم مباشرة مثل:

• حرق.
• وخز داخل الأنف.
• عطس.
• تهيج الغشاء المخاطي.

يجب التوقف عن استخدامه أو إبلاغ الطبيب إذا شعر المريض بالأعراض التالية: 

• ضيق في التنفس.
• أزيز.
• ضيق الصدر.
• تورم في الفم أو الحلق.
• عدم الاستجابة للعلاج في غضون أسبوعين.

بخاخ الأنف الستيرويدي

من الأعراض جانبية محتملة لاستخدام بخاخات الأنف الستيرويدية كل من: 

• وجع الرأس.
• تهيج وتقرح موضعي في غشاء الأنف.
• الرعاف.

يجب إبلاغ الطبيب أو التوقف عن استخدام بخاخ الستيرويد في حالة ملاحظة أعراض مثل:

• جدري الماء.
• الحصبة.
• السل.
• مخالطة أحد المصابين بهذه الأمراض.
• ملاحظة أعراض العدوى البكتيرية والحمى.
•  تغير في الرؤية.
• الرعاف المستمر أو الشديد.

طريقة استخدام بخاخ الأنف

إليك نصائح استخدام بخاخ الأنف بطريقة مختصرة ومركزة:

للبخاخ المنتظم:

1. قبل الاستخدام، تأكد من إزالة غطاء البخاخ.
2. ثبت البخاخ بين الأصابع والإبهام من الأسفل.
3. أغلق فتحة الأنف الأخرى عن طريق الضغط برفق.
4. أدخل طرف البخاخ في الأنف باتجاه الخلف وليس نحو الحاجز الأنفي.
5. سحب نفس عميق مع الضغط على البخاخ لإطلاق الجرعة.
6. انتظر على الأقل 10 ثوانٍ قبل تكرار الجرعة في الفتحة الأخرى.

للبخاخ المضخة:

1. قبل الاستخدام، تأكد من إزالة غطاء البخاخ.
2. ثبت عبوة البخاخ بين السبابة والأصبع الوسطى.
3. هيئ البخاخ عن طريق الضغط على الطرف الأعلى.
4. ثبت الرأس بشكل مائل وأدخل طرف البخاخ في الأنف برفق.
5. سحب نفس عميق مع الضغط على البخاخ لإطلاق الجرعة.
6. انتظر على الأقل 10 ثوانٍ قبل تكرار الجرعة في الفتحة الأخرى.

يُنصح دائمًا باستشارة الطبيب أو الصيدلي قبل البدء باستخدام البخاخ للحصول على إرشادات محددة وتأكيد الاستخدام الصحيح لتحقيق أقصى فائدة وتجنب أية مشاكل صحية.

طرق أُخرى للتغلب على حساسية الجيوب الأنفية

بعد التحدث عن بخاخات الأنف، يجب التنويه بأنه يوجد العديد من الطرق الأُخرى للتخلص من الحساسية الناتجة عن الجيوب الأنفية، منها كل من التالي:

حبوب حساسية الأنف

حبوب حساسية الأنف يمكن أن تكون فعالة في علاج الحساسية الأنفية الشديدة وغير المستجيبة للقطرات والبخاخات. ومع ذلك، يجب أن يكون المريض على علم بأن حبوب حساسية الأنف لها آثار جانبية أكثر وأكثر خطورة من القطرات والبخاخات. 

هناك أنواع مختلفة من حبوب حساسية الأنف ومنها:

• مضادات الهيستامين: تشمل الفيكسوفينادين، الديفينهيدرامين، اللوراتادين والسيتريزين. تسبب بعضها النعاس والدوار، لكن هناك بعض المضادات التي لا تسبب النعاس مثل السيتريزين.
• مضادات الاحتقان: تحتوي بعض حبوب حساسية الأنف على مضادات الاحتقان مثل السودوإفدرين والفينيل إفرين، لكنها ممنوعة لمرضى القلب والضغط وأمراض المرارة.
• الكورتيزون: تحتوي بعض أنواع حبوب حساسية الأنف على الكورتيزون مثل البريدنيزولون وتستخدم لفترات قصيرة وفي حالات حساسية الأنف الشديدة جدًا بسبب آثارها الجانبية.
• مضادات الليكوترين: يعتبر المونتيلوكاست المضاد لمستقبلات الليكوترين الوحيد المستخدم في حبوب حساسية الأنف، لكن فعاليته محدودة نسبيًا.

العلاج المناعي لحساسية الأنف

العلاج المناعي لحساسية الأنف هو خيار آخر للمرضى الذين يعانون من حساسية الأنف الشديدة جدًا ولا يستجيبون للعلاجات الأخرى مثل القطرات والبخاخات. 

يعمل العلاج المناعي على تقليل الاستجابة المناعية للمسببات المسببة للحساسية مثل حبوب اللقاح وعث الغبار ووبر القطط والأعشاب.

• يتم إعطاء المريض هذا العلاج من خلال حقن أو حبوب تحت اللسان على مدار فترة طويلة تصل إلى 5 سنوات. 
• ويعمل هذا العلاج على تخفيف الأعراض تدريجيًا وبشكل نهائي في النهاية، مما يعني علاج حساسية الأنف بشكل دائم.
• ومع ذلك، يعتبر هذا النوع من العلاج نادر الاستخدام بسبب وقته الطويل واحتمالية حدوث ردود فعل خطيرة من جسم المريض نتيجة تعرضه لمسببات الحساسية. 
• ولذلك، يتم تنفيذه بدقة وتحت إشراف طبي مشدد.
• نذكر أيضًا أن هناك أنواع أخرى من العلاج المناعي لعلاج حساسية الأنف، مثل مضادات الإميونوغلوبلين إي مثل الأوماليزوماب (بالإنجليزية: Omalizumab). 

هذه العلاجات قد تكون فعالة لبعض المرضى وتساعد في تخفيف الأعراض بشكل جيد. لكن ينبغي أن يتم اتخاذ القرار بتناول العلاج المناعي بعد استشارة طبيب مختص وتقييم فوائده ومخاطره لكل حالة على حدة.

العلاج المنزلي لحساسية الأنف

للتخفيف من أعراض حساسية الأنف في المنزل، يمكن اتباع بعض التدابير والنصائح التي قد تساعد في تخفيف الأعراض والتقليل من تعرضك لمسببات الحساسية. إليك بعض النصائح:

• تجنب المهيجات ومسببات الحساسية: حاول تجنب التعرض للعوامل المسببة لحساسية الأنف قدر الإمكان. من هذه العوامل الغبار وعث الغبار وحبوب اللقاح والفطريات ووبر الحيوانات. قم بتنظيف المنزل بانتظام وتهوية المكان بشكل جيد.
• استخدام أجهزة إزالة الرطوبة: الرطوبة العالية قد تزيد من نمو العفن والفطريات، مما يزيد من حساسية الأنف. يمكن استخدام أجهزة إزالة الرطوبة للحفاظ على مستويات الرطوبة المناسبة.
•  وضع فلاتر الهواء عالية الكفاءة: استخدم فلاتر الهواء عالية الكفاءة في المنزل للتقليل من تراكم الجسيمات المسببة للحساسية في الهواء.
• استخدام وسائد مقاومة لعث الغبار: استخدم وسائد مقاومة لعث الغبار وغسل الفراش والملاءات بالماء الساخن بشكل منتظم للتخلص من العث.
• الاستحمام اليومي: اغتسل يوميًا لإزالة الغبار والحبوب والعوامل المسببة للحساسية من جلدك وشعرك.
• تجنب التدخين: تجنب التدخين وتجنب مخالطة الأشخاص المدخنين، حيث قد تزيد من تفاقم أعراض حساسية الأنف.
• تناول البروبيوتيك: قد يساعد تناول البروبيوتيك (البكتيريا النافعة) في دعم صحة الجهاز المناعي وتقليل استجابته للمسببات المسببة للحساسية.

من المهم الانتباه إلى أن هذه النصائح قد تخفف من أعراض حساسية الأنف، لكنها قد لا تكون كافية للسيطرة على حالات حساسية الأنف الشديدة.

ولمعرفة المزيد من المعلومات عن بخاخ الأنف أو موضوعات اخرى لها صلة بهذا الموضوع يمكنك تسجيل بياناتك هنا

كما يوجد لدينا قناة على الواتساب يمكنك الاشتراك فيها والتواصل معانا من خلالها

في الختام، تعد النتائج الإيجابية التي يحققها البخاخ في تخفيف الالتهاب والحكة مشجعة للكثير من المرضى. إلا أنه من المهم مراعاة التعليمات واستشارة الطبيب قبل استخدام أي نوع من البخاخات.

على الرغم من فوائد استخدام بخاخ الأنف، يجب أن نكون على علم بالآثار الجانبية المحتملة والتعامل معها بحذر. في حالة ظهور أي أعراض غير مرغوبة، يُنصح بالتوقف عن استخدام البخاخ ومراجعة الطبيب.

نتمنى أن يكون هذا المقال قد قدم نظرة شاملة حول بخاخ الأنف وأهميته في التخفيف من أعراض حساسية الجيوب الأنفية. ونتمنى أن يساهم في توعية القراء ومساعدتهم على تحسين جودة حياتهم وصحتهم بشكل عام.