ما اسباب الدوخة الخفيفة المتكررة؟

اسباب الدوخة هي المسببات الأساسية لحدوث الدوخة والشعور بها من وقت لآخر، تختلف بكل تأكيد بين الأشخاص نساء ورجال، كذلك قد تكون مختلفة لدى الأطفال، هو ما سنقوم بتناوله في موقع العيادة أون من اسباب الدوخة بشكل عام، عند الوقوف، لدى النساء، بعد تناول الطعام، بالإضافة إلى ما سنقوم بعرضه من سرد مختصر لأهم أعراض الدوخة وكيفية التفرقة بينها وبين الدوار.

الدوخة

الدوخة هي إحساس بالدوار المفاجئ أو عدم اتزان الجسم، تؤثر بشكل مباشر على الأعضاء الحسية خاصة العينين والأذنين، لذلك من الممكن أن يُصاب الشخص بالإغماء فورًا عند شعوره بالدوخة، كما أنها لا تعتبر مرض سواء كان حاد أو مزمن، بل هي عرضًا مهمًا من أعراض إصابة الجسم باضطرابات مختلفة.

وتعتبر الدوخة من الأعراض الشائعة جدًا والمتكررة لدى الكثيرين، عادة يكون سببها الرئيسي ليس خطيرًا ولكن قد تحتاج النوبات المتكررة منها وفي أوقات متقاربة إلى استشارة طبية سريعة لوصف العلاجات اللازمة للسيطرة على الموقف بعد تشخيص الحالة وتحديد المسببات الأساسية لحدوثها بهذا الشكل، وتنقسم الدوخة إلى أكثر من نوع كما يلي:

• الدوار: وهو شعور الشخص بالحركة والدوران ولكن بشدة.
• اختلال التوازن: هو الشعور بعدم توازن واستقرار البدن.
• خفة الرأس: هو شعور الشخص باضطرابات شديدة وعدم تواصله بالبيئة المحيط.
• الغثيان: هو فقدان الوعي والشعور بالإغماء على الفور.

الفرق بين الدوخة والدوار

يعتقد الكثيرون منّا بأن الدوخة والدوار هما وجهان لمشكلة واحدة، لكن هذا غير صحيح، هناك العديد من الاختلافات ما بين الدوخة والدوار.

• الدوخة هي: شعور الفرد بعدم التوازن يرافقه أكثر من عرض مزعج، مثل الغثيان، القيء، تشويش الرؤية، زيادة التعرق.
• الدوار هو: إحساس يتملك الشخص بأنه يفقد الوعي وتدور به الغرفة.

ولذلك تختلف اسباب الدوخة والمسببات الرئيسية لحدوثها عن عوامل الشعور بالدوار.

اسباب الدوخة وعدم الاتزان

عادة ما تحدث الدوخة والدوار أو الشعور بعدم الاتزان نتيجة وجود بعض المشاكل بالجسم، أو إصابة الشخص بأمراضٍ معينة ولكنها غير ظاهرة، نذكر من أهم اسباب الدوخة:

• الإصابة بدوار الوضعة الحميد BPV: يقصد بالدوار هو شعور المرء كأنه يدور أو تتحرك به الغرفة، يكمن السبب الأساسي والأكثر شيوعًا للشعور بالدوخة هو دوار الوضعة الحميد، هو دوار قصير المدى يحدث عندما يقوم شخصٍ ما بتغيير وضعيته بشكل سريع، مثل نهوضه من السرير بعد الاستلقاء.
• الإصابة بمرض منيير Meniere: هو عبارة عن امتلاء الأذن بالسوائل واحتباسها بشكل مؤلم، يؤدي إلى فقدان السمع وعدم الاتزان.
• الإصابة بورم العصب السمعي Acoustic Neurome: يعتبر ورم العصب السمعي أحد اسباب الدوخة الرئيسية، هو ورم غير سرطاني، يتشكل على الخلايا العصبية التي تربط الأذنين بالدماغ.
• أسباب أخرى: من الممكن أن يتسبب الصداع النصي في حدوث دوخة متكررة، بالإضافة إلى تناول بعض العلاجات خاصة لأمراض القلب والضغط، تناول الكحوليات، انخفاض ضغط الدم، الإصابة بالأنيميا، الإصابة بضربة شمس.

اسباب الدوخة عند النساء

بالإضافة إلى ما تم ذكره أعلاه من اسباب الدوخة هناك أسباب أخرى تنضم إلى القائمة السابقة ولكن لدى النساء فقط، تؤثر تأثيرًا مباشرًا في الشعور بالدوخة والدوار بشكل ملحوظ، من أبرز وأهم هذه الأسباب ما يلي:

• الحمل: تعتبر فترة الحمل من أصعب الفترات التي تمر بها النساء، حيث التغيّرات الهرمونية وانخفاض معدل ضغط الدائم في الغالب، فضلًا عن الغثيان والشعور بالقيء كثيرًا.
• الدورة الشهرية: للدورة الشهرية آثار جانبية عديدة، قد تؤثر على النساء بأشكال وطرق مختلفة، أشهر وأهم هذه التأثيرات هو الشعور بالدوخة، ذلك نتيجة انخفاض نسبة الحديد في الدم وبالتالي انخفاض مستوى تدفق الأكسجين إلى الدماغ.
• اتباع حمية غذائية (رجيم): يعتبر اتباع الرجيم لدى السيدات أمر معتاد، لكن هناك بعض الفئات من النساء التي تتبع حمية غذائية قاسية، تؤثر بشكل كبير على اتزان الجسم، نظرًا لافتقار هذا النظام الغذائي الكثير من الفيتامينات والمعادن، التي تعتبر من أساسيات بناء الجسم ومده بالطاقة والحيوية.

اسباب الدوخة المتكررة بعد الأكل

قد يشعر بعض الأشخاص سواء أكانوا رجال أو نساء بالدوخة والدور بعد تناول الطعام مباشرة، بالطبع هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى هذا الشعور القوي، كما يمكن أن يكون الشعور متكرر بعد تناول كل وجبة، من اسباب الدوخة بعد الأكل ما يلي:

• انخفاض نسبة السكر في الدم: يعتبر انخفاض نسبة السكر في الدم من الحالات النادرة التي تسبب الدوخة بعد تناول الطعام، بسبب هذا النقص المفاجئ في مستوى السكر، فقد يعاني مريض السكري بنقص في نسبة السكر في الدم التفاعلي، أي ما يعني انخفاض السكر بدلًا من ارتفاعه بعد الأكل.
• انخفاض ضغط الدم: من الممكن أن يحدث انخفاض مفاجئ في ضغط الدم إثر زيادة تدفق الدم إلى الأمعاء والمعدة، ما يؤدي إلى ضعف تدفق الدم إلى بعض الأجزاء من الجسم.
• تناول أطعمة معينة: بالطبع، توجد أطعمة ومشروبات معينة تؤدي إلى حالة مؤقتة من الشعور بالدوخة، أي يرتبط تناول هذه الأطعمة بحدوث الدوار أو الصداع النصفي، الذي من أعراضه الشعور بالدوخة، من أشهر هذه الأطعمة: المكسرات والشوكولاته، منتجات الألبان والكحوليات، المشروبات التي تحتوي على كافيين مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية.

اسباب الدوخة عند الوقوف

مما لا شك فيه أن هناك شريحة كبيرة من الأشخاص قد تعاني من أشكالًا مختلفة وخفيفة من أعراض ضغط الدم الوضعي، هو عبارة عن انخفاض في معدل تدفق الدم المؤكسج إلى الخلايا الدماغية، يتسبب ذلك في شعور الشخص بالدوخة، الرؤية الضبابية، التشوش الذهني، الغثيان ورعاش العضلات.

لذلك يمكننا القول بأن انخفاض ضغط الدم الانتصابي من اسباب الدوخة عند الوقوف، فهو أحد أشكال الإصابة باضطراب ضغط الدم، المقصود به حدوث انخفاض في معدل ضغط الدم نتيجة عدم انقباض الأوعية الدموية عند الوقوف، من الممكن أن يكون عرض أساسي لاضطرابات ضغط الدم وليس مرض مزمن، من أهم أسباب انخفاض ضغط الدم الانتصابي ما يلي:

• حدوث بعض الاضطرابات الكامنة بالجسم.
• الراحة لفترات طويلة في الفراش.
• تناول كميات مفرطة من الكحوليات.
• تناول بعض العلاجات مثل مدرات البول والأدوية المعالجة للضغط.
• الإصابة بفقر الدم الشديد نتيجة نقص الحديد.
• الإصابة بداء السكري أو اضطرابات الغدة الكظرية.
• الإصابة بأحد أمراض الجهاز العصبي مثل باركنسون.
• الإصابة بأمراض القلب وعدم انتظام ضربات القلب.
• الإصابة بأمراض الحبل الشوكي مثل “تكهف النخاع”.

علاج الدوخة في المنزل

يعتمد علاج الدوخة بشكل رئيسي على معرفة اسباب الدوخة والسبب الأول وراء حدوثها تحت أي ظرف وفي أي وقت، في كل الأحوال وبعد التقدم الطبي والتطور الذي يعيشه الوطن العربي، أصبح علاج الدوخة في متناول الجميع، يمكن الحصول عليه من داخل المنزل وبدون تكلّف أو زيارة الأطباء، عن طريق:

• في حالة السبب وراء الشعور بالدوخة هو الإصابة بمرض منيير فيُرجى اتباع نظام غذائي صحي متكامل، قليل الملح وغني بالحديد.
• في حالة كان السبب هو ممارسة الرياضة بشكل مفرط، فيُنصح بتناول الماء بكميات كبيرة، إضافة إلى السوائل المختلفة.
• في حال كان السبب مشاكل الأذن المتكررة فيُعالج الأمر بجراحة الأذن في كثير من الحالات.

متى يستدعي الأمر زيارة الطبيب

دائمًا ما نوصي بزيارة الطبيب المعالج والمختص بالحالة المرضية قبل تناول أي علاجات دوائية، حفاظًا على صحة المريض، بعد أن تناولنا معكم اسباب الدوخة وتعرفنا على أهم وأكثر الطرق فعالية في علاج الدوخة داخل المنزل وبدون استشارة الطبيب، كنوع من الحماية والوقاية من هذا الشعور المزعج.

لكن في بعض الحالات قد يستدعي الأمر استشارة طبية والحصول على وصفة علاجية تحت إشراف الطبيب، لعلاج الدوخة والتخلص منها نهائيًا، نذكر من أشهر هذه الحالات المهمة والضرورية ما يلي:

• الشعور بصداع شديد ومفاجئ من وقت للآخر.
• الشعور بآلام متفرقة في الصدر والضلوع.
• وجود صعوبة شديدة في التنفس.
• ضعف في حركة الأطراف (الساقين والذراعين)، مع وجود تنميل وثقل أو خَدَر.
• الإغماء المفاجئ وفقدان الوعي.
• الإصابة بازدواجية الرؤية.
• عدم انتظام ضربات القلب وسرعة ملحوظة.
• وجود صعوبة في الحديث والشعور بالارتباك وتداخل الكلام.
• وجود صعوبة في المشي حتى لمسافات قصيرة جدًا.
• حدوث تغيير مفاجئ في الحالة السمعية.
• الإصابة بالنوبات المرضية المتكررة.

كيفية تشخيص الدوخة

في حال كانت اسباب الدوخة مرضية ونتيجة لتناول أدوية معينة، أو كانت غير معروفة وتفاقم حجم المشكلة، فسيقوم الطبيب المعالج للحالة بإجراء بعض الفحوصات الطبية لتشخيص مسببات الدوخة ومعرفة ما إذا كانت مجرد شعور إثر انخفاض في ضغط الدم وغيره من أسباب كما ذكرنا من قبل، أو أنه عرض لأحد الأمراض الخطيرة، تشمل هذه الإجراءات والفحوصات الآتي:

• الفحص البدني للحالة: وهو عبارة عن سؤال المريض عن الأعراض التي يشعر بها، أسباب حدوث هذه الأعراض، التاريخ المرضي والأدوية التي يتناولها، التحقق من طريقة حركة الساقين والمشي، مدى قدرة المريض على الحفاظ على توازنه.
• الاختبارات التصويرية: في حال الاشتباه بأن يكون المريض مُصاب بسكتة دماغية، أو كان من كبار السن، أو إصابة الرأس، فقد يقوم الطبيب بعمل فحص “الرنين المغناطيسي” أو “الأشعة المقطعية” للرأس.
• فحص حركة العينين: يبدأ الطبيب المعالج بمراقبة حركة ومسار العين عندما تتعقب جسمٍ ما متحرك، كما يتم مراقبة العين عندما يُوضع الهواء أو الماء في قناة الأذنين.
• اختبار حركة الدماغ: في حال شك الطبيب بأن المريض يشعر بالدوخة إثر الإصابة بدوار الوضعة الانتيابي الحميد فسيقوم بعمل اختبار لحركة الرأس (الدماغ)، يُعرف هذا الإجراء أو الاختبار بمناورة ديكس هالبايك Dix- Hallpike Maneuver.
• تصويرات بوستورغرافي Posturography: يقوم هذا الإجراء أو التصوير بالتعرف أكثر وفهم أجزاء نظام التوازن التي يعتمد عليها الشخص والتي تعتبر في الأساس المسبب الأول لحدوث الدوخة، يتم هذا التصوير من خلال وقوف المريض حافيًا على منصة مع التعرض لبعض الظروف التي تجعل توازنه غير ثابت، لقياس مدى قدرته على التوازن أطول فترة ممكنة تحت مختلف الأوضاع والظروف.
• الكرسي الدوار: يتم جلوس المريض على كرسي متحرك، يتم التحكم فيه عن طريق أنظمة الحاسوب، يبدأ بحركة بطيئة جدًا في إطار دائرة كاملة، ثم تزداد السرعة ذهابًا وإيابًا، في إطار قوس بحجم أصغر من الدائرة.

نصائح لمن يعاني من النوبات المتكررة من الدوخة

إذا كنت تعاني من نوبات متكررة خفيفة أو ثقيلة من الدوخة والشعور بالدوار، فننصحك باتباع النصائح التالية للحد من هذا الشعور المزعج، حتى اختفاء الدوخة تمامًا.

• الجلوس أو الاستلقاء فورًا عند الشعور بالدوخة حتى تختفي تمامًا.
• ممارسة بعض أنواع التمارين الرياضية التي من شأنها تحسين توازن الجسم، مثل اليوجا.
• تجنب التحرّك المفاجئ أو تبديل الوضع بشكل سريع عند الشعور بالدوخة.
• تجنب القيادة عند الشعور بالدوخة بأي شكل من الأشكال.
• تجنب تناول المشروبات التي تحتوي على كافيين، فقد تؤدي إلى زيادة الشعور بالدوخة، فضلًا عن مواد التبغ والكحوليات.
• تناول كميات وفيرة من الماء يوميًا، إضافة إلى الحصول على ساعات كافية من النوم المتواصل.
• اتباع الأنظمة الصحية الغذائية المتكاملة الشاملة لجميع العناصر والمعادن اللازمة لصحة الجسم.
• زيارة الطبيب المختص في حال كنت تشك بأن اسباب الدوخة ناتجة عن تناول دواء معين.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال عن اسباب الدوخة وتعرفنا معكم على أهم الأسباب التي قد تؤثر على الأشخاص بمختلف الفئات العمرية، رجال ونساء، سواء كانت عرضية أو مرضية، بالإضافة إلى توضيح أهم وأشهر العلاجات المناسبة لعلاج الدوخة والتقليل من نوبات الشعور بها، مع بعض النصائح للوقاية من حدوثها، آملين أن نكون قد أفدناكم ببعض المعلومات والتفاصيل حول الدوخة من مسببات، أعراض، علاج، نصائح، عوامل الخطر، كيفية تشخيص.