ما هي فوائد اللحوم البيضاء على الشعر والبشرة؟
يناير 21, 2024طرق تحسين جودة النوم وتأثيرها على الجمال
يناير 22, 2024الأحماض الأمينية هي مركبات عضوية تتحد معًا لتشكل البروتينات. وتوجد بشكل طبيعي في أجسامنا. وغالباً ما يشار إليها باسم “اللبنات الأساسية للحياة”. وتتواجد الأحماض الأمينية في بعض الأطعمة التي يتناولها الإنسان. وتُعرف الأحماض الأمينية أيضًا بأنها لبنات البناء الأساسية للبروتينات وهي مركبات تقوم بالعديد من الوظائف المهمة في جسم الإنسان. وفي هذا المقال على موقع العيادة أون نوضح فوائد الأحماض الأمينية لبناء جسم صحي.
وفي البداية نشير إلى أن جسم الإنسان في حاجة دائمة للأحماض الأمينية للقيام بالكثير من العمليات الحيوية. وتعد الأحماض الأمينية ضرورية لإنتاج الإنزيمات وكذلك بعض الهرمونات والناقلات العصبية بالإضافة إلى دورها الأساسي في بناء البروتينات. كما أنها تشارك في العديد من المسارات الأيضية داخل الخلايا في جميع أنحاء الجسم. ومعروف أن الأحماض الأمينية تتركز بشكل خاص في الأطعمة الغنية بالبروتين مثل اللحوم الحمراء والدواجن والأسماك وكذلك فول الصويا. ويلجأ بعض الأشخاص إلى الحصول على بعض الأحماض الأمينية في شكل المكملات الغذائية كطريقة طبيعية وذلك من أجل تعزيز وزيادة أدائهم الرياضي أو تعزيز حالتهم المزاجية.
وجدير بالذكر أن العلماء قد قاموا بتصنيف الأحماض الأمينية إلى ثلاث مجموعات: أحماض غير أساسية وأحماض أساسية وأحماض شرطية متوقفًا على عوامل عدة.
أولًا: الأحماض الأمينية غير الأساسية
يتم إنتاج هذه الأنواع من الأحماض الأمينية بشكل طبيعي بواسطة جسم الإنسان ولا علاقة لها بالطعام الذي يتناوله. وتشمل الأحمـاض الأمينية غير الأساسية على الأحماض التالية: حمض ألانين، حمض الهليون، حمض الأسبارتيك وحمض الجلوتاميك.
ثانيًا: الأحماض الأمينية الأساسية
أشرنا سابقًا إلى تعريف الأحماض الأمينية بأنها مركبات عضوية وهي في الحقيقة مكونة من عناصر أربعة هم: النيتروجين، الكربون، الأكسجين والهيدروجين. وقد أكد العلماء على أن جسم الإنسان بحاجة إلى عشرين حمض أميني مختلف وذلك حتى ينمو ويؤدي وظائفه بشكل صحيح. وعلى الرغم من أن جميع الأحماض الأمينية العشرين مهمة للحفاظ على صحة الجسم، إلا أن العلماء رأوا أن تسعة منها فقط هي ما يمكن وصفها بالضرورية أو الأساسية. وهم كالتالي (هيستيدين، آيزوليوسين، ليوسين، ليسين، ميثيونين، فينيل ألانين، ثريونين، تريبتوفان وفالين).
وفي حين يمكن للجسم أن يصنع أحماض أمينية غير أساسية، إلا أنه لا يقدر على صنع أحماض أمينية أساسية. وهكذا ينبغي الحصول عليها من خلال الطعام الذي يتناوله. ومع ذلك فإنه ليس من الضروري تناول الأحمـاض الأمينية الأساسية في كل وجبة. بل يمكن الحصول على كميات صحية منها من خلال تناول الأطعمة التي تحتوي عليها طوال اليوم. وتعد البروتينات الحيوانية مثل اللحوم والدواجن والبيض ومنتجات الألبان والأسماك أفضل مصادر للأحماض الأمينية الأساسية. وجدير بالذكر أن العديد من الأطعمة النباتية مثل الصويا والفاصوليا والبذور والبقوليات والحبوب والمكسرات تحتوي أيضًا على الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها الجسم.
وتجدر الإشارة إلى أنه كان هناك بعض الجدل على مدار السنين حول ما إذا كانت الأنظمة الغذائية النباتية التي يتبعها الأشخاص النباتيون يمكن أن توفر لهم كميات كافية من الأحماض الأمينية الأساسية. وفي الحقيقة لا يواجه الأشخاص النباتيون أية مشكلات في الحصول على جميع الأحماض الأمينية الأساسية، حيث تشير إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة نيتريت (Nutrients) أن الأشخاص النباتيون يحصلون على مقدار كافي من البروتين والأحمـاض الأمينية. وهكذا فإن بعض الأطعمة النباتية، مثل منتجات الصويا وتشمل (ادامامي، التيمبيه والتوفو) تحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التسعة. وهكذا يعد فول الصويا مصدرًا جيدًا للبروتين والألياف وكذلك فيتامينات (B1 وB2 وB3) كما تعد منتجات الصويا أيضًا مصادر جيدة لهذه العناصر الغذائية.
وعادًة ما يقوم الجسم بتكسير البروتين إلى أحماض أمينية بعد تناوله ثم استخدامها في وظائف مختلفة. وتشمل في المقام الأول بناء العضلات وكذلك عملية تنظيم وظيفة مناعة الجسم وطحن الطعام، توفير مصدر للطاقة، العمل على نمو وإصلاح أنسجة الجسم، بالإضافة إلى أداء وظائف الجسم الأخرى.
ثالثًا الأحماض الأمينية الشرطية
تعد هذه الأنواع من الأحمـاض الأمينية غير ضرورية للحياة اليومية ولكنها مهمة في بعض الحالات مثل: فترة المرض أو فترة الحمل أو فترة الرضاعة أو تعرض الجسم لصدمة ما أو في حالة التوتر. وفي هذه الحالات يكون الجسم بحاجة إلى إعطائه ما يكفي من هذه الأحماض وذلك من خلال النظام الغذائي أو تناول جرعات محددة من المكملات الغذائية. وتشمل الأحمـاض الأمينية الشرطية ما يلي:
أرجينين، السيستين، الجلوتامين، تيروزين، جليكاين، الأورنيثين، برولين وسيرين.
فمثلًا يعد الأرجينين غير أساسي للجسم، إلا أن الجسم لا يستطيع إنتاج الكمية التي يحتاجها منه بعد التعافي من إصابة خطيرة أو في حالة التعرض لهجوم أمراض معينة، مثل السرطان.
ولذلك يلجأ أصحاب الحالات السابقة لتناول مكملات الأرجينين في سبيل تعويض أو تلبية احتياجات الجسم.
وتعد بعض الأحمـاض الأمينية مثل الجلايسين والأرجينين، هي أحماض ضرورية ولكن أيضًا مشروطة بفترة الحمل وذلك لأن المرأة الحامل تكون بحاجة إلى مزيد من هذه الأحماض الأمينية لتعزيز ودعم صحة جسدها وكذلك صحة جنينها. ويجب الالتزام بالطريقة التي يحددها الطبيب لتكون أكثر أمانًا للقيام بذلك.
فوائد الأحماض الأمينية
قد أشرنا إلى الأطعمة التي تحتوي على الأحماض الأمينية الأساسية بشكل طبيعي وأن الحرص على تناول هذه الأطعمة سيكون له فوائد جمة للجسم، إلا أن البعض يفضل تناول كميات مركزة عن طريق تناول المكملات الغذائية الدوائية للاستفادة بفوائد أكبر ومنها:
- تساعد بعض الأحماض الأمينية في تحسين الحالة النفسية والمزاجية للأشخاص، فمثلًا يعمل حمض التربتوفان على إنتاج المادة الكيميائية السيروتونين والتي تعمل كناقل عصبي في الجسم.
- أما حمض السيروتونين فمعروف أنه يقوم بشكل أساسي بتنظيم الحالة المزاجية واضطرابات النوم وسلوكيات الإنسان. ولذا أثبتت العديد من الأبحاث أن تناول مكملات الحمض الأميني التربتوفان يساهم في الحد من أعراض الاكتئاب وتحسين الحالة المزاجية وذلك في حالة نقص نسبة السيروتونين في الجسم.
- يؤدي تناول الأشخاص للأحماض الأمينية المتشعبة الأساسية وهم: الفالين والأيسولوسين والليوسين إلى تخفيف التعب وكذلك تعزيز الأداء الرياضي للأشخاص، بالإضافة إلى تحفيز العضلات على التعافي بعد التمرين.
وبالرغم مما ذكرنا من فوائد جمة للأحماض الأمينية بالنسبة لجسم الإنسان، إلا أن البعض يلجأ للحصول على جرعات أكبر من هذه الأحماض عن طريق الإسراف في تناول المكملات الدوائية ظنًا بأن ذلك يحقق فوائد أكبر ولكن في الحقيقة يمكن أن تكون مكملات الأحماض الأمينية ضارة وتسبب العديد من المضاعفات ومنها ما يلي:
- حدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل الانتفاخ وآلام في البطن.
- حدوث إسهال.
- زيادة احتمالية الإصابة بمرض النقرس وهو عبارة عن تراكم حمض البوليك في الجسم، مما يؤدي إلى حدوث التهابات شديدة في المفاصل.
- حدوث انخفاض شديد في ضغط الدم.
- حدوث اضطراب في نمط ونظام الأكل مما يؤدي إلى إجهاد الكليتين حيث تقوم ببذل جهد أكبر للحفاظ على التوازن.
وفي الختام نؤكد على أنه بالرغم من الفوائد العظيمة للأحماض الأمينية لجسم الإنسان إلا أنه يجب استشارة الطبيب في حالة الرغبة في اتباع نظام غذائي غني بالبروتين أو في حالة الرغبة في اتباع نظام صحي يتضمن تناول مكملات الأحماض الأمينية في شكل دوائي سواء لأسباب تتعلق ببناء العضلات بالنسبة للرياضيين أو غيرها من الأسباب. وذلك لتجنب حدوث أية مضاعفات تترتب على الإسراف في تناول مكملات الأحماض الأمينية.