الغدد الكظرية
الغدد الكظرية من الغدد المهمة جدًا والأساسية لقيام جسم الإنسان بوظائفه على أكمل وجه وبالشكل السليم، حفاظًا على الصحة العامة وحماية الجسم من الكثير من الأمراض، تعد الغدد الكظرية أحد أنواع الغدد الصماء التي يقتصر دورها على إنتاج نوعية معينة من الهرمونات في الجسم، كما أنها مسئولة عن العديد من الوظائف الهرمونية مما يؤدي أي خلل بها أو قصور إلى إصابة الجسم بأمراضٍ خطيرة، تتواجد الغدة الكظرية فوق الكليتين مباشرة ولأنها مسؤولة مسئولية كاملة عن الكثير من الوظائف المرتبطة بنشاط الهرمونات أصبح أي خلل وظيفي أو اضطرابات بها تمثل مرضٍ خطيرًا وهو ما سنقوم باستعراضه في موقع العيادة الأون من أهم الأمراض التي تصيب الغدد الكظرية، أشهر أعراضها، كيفية تشخيص المرض وعلاجه طبيًا، بالإضافة إلى توضيح أهم العوامل المسببة لأمراض ومشاكل الغدة الكظرية.
الغدد الكظرية واعراضها
تُصاب الغدد الكظرية في كثير من الأحيان ولدى فئات عمرية مختلفة بخلل وظيفي يُعيق قيامها بدورها الرئيسي داخل جسم الإنسان، يُصاحبه أعراضٍ كثيرة تتمثل في الشعور بالإعياء والإرهاق الشديد خاصة عند الاستيقاظ من النوم، على الرغم من أخذ قسط كاف من النوم يصل لمدة 8 ساعات، إضافة إلى الشعور الدائم بالنعاس وعدم الانتعاش، مع إفراط في اشتهاء الحلويات بعد فترة الظهيرة، أما عند المساء فقد تتحسن الحالة ويشعر الشخص بأنه في أفضل حالاته من الاستيقاظ والنشاط رغم أنها فترة الاستلقاء والنوم، وهو ما يتسبب في حدوث خلل في وظائف هرمون الكورتيزول، حيث تقوم الغدة بإفرازه في غير أوقاته.
أما عن الأعراض والمؤشرات التي تدل على وجود خللٍ ما في وظائف الغدة الكظرية، فقد تتمثل في:
- الشعور بالنعاس في الصباح وعدم الرغبة في الاستيقاظ لأي سبب كان.
- الشعور بالتعب والإعياء والخمول في ما بعد فترة الظهر.
- الإصابة بالأرق وعدم القدرة على النوم في الليل، مع الشعور بالرغبة في الاسترخاء والنعاس.
- الشعور بالطاقة والحيوية عند تناول الحلويات والمشروبات المحلاة.
- الإصابة بالاكتئاب كثيرًا وحالة من التبلد واللامبالاة.
- الإصابة بجفاف وخشونة في ملمس البشرة والجلد عمومًا.
- الرغبة المُلِحة بالتبول مع وجود تغيرات ملحوظة في لون ورائحة وكمية البول التي تم التخلص منها.
أهم الاضطرابات التي تؤثر على وظائف الغدد الكظرية
تُصاب الغدة الكظرية ببعض الاضطرابات التي قد تؤثر تأثيرًا مباشرًا على عملها بالشكل السليم والمطلوب، تنجم هذه الاضطرابات عن ما يلي:
- فشل الغدد النخامية في التحكم والسيطرة على إنتاج الهرمونات بالشكل المناسب، فالهرمون الناتج هو مجموعة من الإشارات الكيميائية التي يرسلها إلى الغدة النخامية.
- الإصابة بالأورام سواء كانت حميدة أو سرطانية يمكنها أن تنمو في الغدد الكظرية.
- الإصابة بالتهابات حادة في الغدة الكظرية.
- حدوث طفرات جينية وتغيرات معينة في الهرمون.
تؤدي هذه الاضطرابات إلى الإصابة بأمراض معينة تتمثل في:
- مرض أديسون: يعد أحد الأمراض المناعية الذاتية، التي عادة ما تحدث عند إنتاج الغدة الكظرية كميات غير كافية من هرمون “الكورتيزول” أو “الألدوستيرون”، حينها يقوم الجهاز المناعي بمحاربة هذه الأنسجة.
- إصابة الغدة الكظرية بالتضخّم: وهو عبارة عن اضطراب هرموني وراثي، يؤدي إلى صعوبة في إنتاج هرمونات الغدة، مما قد يؤثر على تطوّر الأعضاء التناسلية لدى الذكور.
- أمراض أخرى: يتضمن هذا البند مجموعة من الأمراض مثل:
– متلازمة كوشينغ: تحدث هذه المتلازمة عندما تنتج الغدة الكظرية هرمون الكورتيزول بإفراط.
– ورم القواتم: هو عبارة عن تطور للأورام الحميدة غير الخبيثة.
– سرطان الغدد الكظرية: وهو الأورام الخبيثة التي تُصاب بها الغدد الكظرية، رقم انخفاض نسبة احتمالية الإصابة بها إلا أنها من الممكن حدوثها.
الأعراض الدالة عن وجود خلل وظيفي في الغدد الكظرية
تبدأ أعراض الخلل في الغدد الكظرية في الظهور بشكل بسيط لا يستدعي أي قلق أو تدخل طبي، حتى يتفاقم ويتواتر الأمر فتصبح الأعراض أشد وأكثر خطورة، حينها يبدأ المريض بزيارة الأطباء والخضوع إلى الفحوصات والاختبارات الطبية، من أبرز هذه الأعراض التي تستدعي اللجوء إلى طبيب متخصص في الغدد الصماء فور ظهورها ما يلي:
أعراض عامة مثل:
- الآلام المتفرقة وعلى فترات متباعدة في البطن.
- الشعور بالتعب والإرهاق والضعف العام.
- إصابة حالات معينة بخسارة وفقدان في وزن الجسم، حالات أخرى تكتسب وزن أكثر مع مرور الوقت.
أعراض تتعلق بسرطان الغدد الكظرية
- ارتفاع في نسبة السكر في الدم.
- ارتفاع في معدل ضغط الدم.
- عدم انتظام الحيض (الدورة الشهرية)، كما تختلف في كمية الدم من نزيف إلى افتقار.
- زيادة واضحة في نمو شعر الجسم خاصة لدى الفتيات.
أعراض تتعلق بمرض أديسون:
- فقدان ملحوظ في الشهية خاصة لدى الأطفال البالغين.
- الشعور بالغثيان والرغبة في القيء بشكل متواصل.
- الإصابة إما بالإسهال أو الإمساك المزمن.
- تغيّر ملحوظ في لون الجلد وتحوله إلى الداكن والاسمرار.
- الشعور الدائم بألم في عضلات الجسم كاملة.
أعراض تتعلق بمرض تضخّم الغدد الخلقي:
- قصر القامة بشكل ملحوظ خاصة بعد الوصول إلى مرحلة البلوغ والمراهقة.
- انخفاض نسبة السكر وضغط الدم.
- الإصابة بمشكلات عديدة في الجهاز التناسلي كاملًا.
أعراض تتعلق بمتلازمة كوشينغ:
- الشعور الزائد بالعطش والرغبة في التبول بشكل متكرر وكميات كبيرة من البول.
- اكتساب وزن زائد عن حده خاصة في الجذع.
- استدارة للوجه مع هشاشة في الجلد وترققه.
الإجراءات والفحوصات الطبية اللازمة لتشخيص اضطرابات الغدة الكظرية
بعد أن يستمع الطبيب المعالج لشكوى المريض، ثم التعرف على الأعراض والمشاكل التي يعاني منها في أغلب الأوقات، سيتطلب منك إجراء بعض الاختبارات خاصة الخاصة بعينات الدم لفحص نسبة الهرمونات وكثير من الأمور الأخرى، تتمثل هذه الاختبارات فيما يلي:
- قياس نسبة هرمونات الغدة الكظرية.
- قياس نسبة هرمونات الغدة النخامية.
- قياس مستوى البوتاسيوم في الدم.
- قياس نسبة الصوديوم في الدم.
- اختبار عينة من البول.
- اختبار لقياس نسبة مدى تحمل الجسم للإنسولين.
في حال الحصول على نتيجة الاختبارات واكتشاف وجود خللٍ ما في وظائف الغدة الكظرية، سيطلب منك الطبيب المعالج إجراء الاختبارات التصويرية، مثل الأشعة السينية أو التصوير بالموجات فوق الصوتية، أو التصوير بأشعة الرنين المغناطيسي، للكشف الدقيق عن مدى احتمالية وجود أورام في الغدة سواء كانت حميدة أو خبيثة.
قصور الغدة الكظرية
يعتبر قصور الغدة الكظرية حالة مرضية منتشرة في الكثير من البلدان وبين أعمار مختلفة، يُقصد بها عدم قدرة الغدة الكظرية على إفراز الهرمونات الأساسية لها مثل الكورتيزول، الذي يعد واحدًا من أهم الهرمونات داخل جسم الإنسان، حيث أنه مسئول عن تنظيم معدل ضغط الدم، تنظيم نسبة السكر في الدم، تثبيط استجابة الجهاز المناعي، تعزيز قدرة الجسم على معالجة التوتر والشعور بالقلق المتزايد.
أيضًا من هذه الهرمونات الأساسية للغدة الكظرية “هرمون الألدوستيرون” المسئول عن تحقيق التوازن ما بين الصوديوم وعنصر البوتاسيوم في جسم الإنسان، بالإضافة إلى الهرمونات الجنسية التي تعزز من التطور الجنسي لدى الرجال والنساء مثل هرمون البروجستين والأندروجين.
أما عن أنواع قصور الغدة الكظرية، فمن الممكن أن ينقسم إلى نوعين يصيبا النساء والرجال في أعمار مختلفة، هما:
- قصور الكظر الأولي: يعني عدم وجود الغدة الكظرية أو أنها موجودة ولكنها تفقد وظيفتها الأساسية، يُطلق عليه هذا النوع من القصور “داء ادسون”.
قصور الكظرية الثانوي: المقصود به هو فقدان الغدة الكظرية جزء من قدرتها على القيام بوظائفها الرئيسية، يظل لديها القدرة على إنتاج الهرمونات اللازمة ولكن بقدر غير كاف تمامًا لتأدية الوظيفة المطلوبة منه، عادة ما يحدث هذا النوع من قصور الغدة أثر الإصابة بأمراض ضغط الدم.
أسباب قصور الغدد الكظرية
هناك العديد من العوامل التي تتسبب في إصابة الغدة الكظرية بالقصور سواء كان أولي أو ثانوي، نذكر منها ما يلي:
- وجود عوامل جينية وراثية أو طفرات وإعتلالات من كلا الأبوين، بمعنى أن يكون أحدهم حامل للمرض منذ الولادة (عدم وجود الغدة أو فقدان جزء كبير منها).
- تناول العقاقير الاستيرويدية مثل (البردنزلون)، أو (الدكساميثازون)، لفترات طويلة.
- وجود إصابة مسبقة وتاريخ مرضى بالإصابة بالأورام السرطانية.
- إصابة الشخص بفقر الدم أو أنيميا شديدة في وقت سابق.
- الإصابة بقصور حاد في الغدد النخامية.
- الإصابة بقصور في الغدد جارات الدرقية.
- تكرار الإصابة بالتهابات شديدة في الجسم، خاصة العدوى الميكروبية.
- الإصابة بأحد أنواع الأمراض المناعية، التي تهاجم الجهاز المناعي.
أعراض قصور الغدد الكظرية
قد يشعر المرء بالكثير من التغيّرات النفسية والمعنوية أثر إصابة بقصور وخلل وظيفي واضح جدًا في الغدد الكظرية، لن يستطع حينها تحديد المشكلة أو اكتشاف مدى خطر الإصابة بأمراض الغدة الكظرية سوى بعد الخضوع للفحوصات والتحاليل المعملية، للكشف عن ماهية القصور ونوعه وتاريخه، هذا بالاستناد إلى الأعراض التالية:
- قد يفقد الشخص المصاب بقصور في الغدة الكظرية الكثير من وزن الجسم دون القدرة على استعادته مرة أخرى.
- الشعور المستمر في القيء وعدم القدرة على تناول الطعام، مما يصيبه بفقدان الشهية.
- الشعور بجفاف البشرة والشعر وفقدان الجسم ذاته للكثير من السوائل مما يُعرضه للجفاف سريعًا.
- ضعف القدرة على الإخصاب مما يُزيد من احتمالية إصابة المريض بقصور الغدة بحالة من العقم وعدم قدرته على الإنجاب.
- الإصابة بهبوط حاد في ضغط الدم، قد يستمر معه لأيام.
- الشعور بآلام متفرقة في مفاصل الجسم عمومًا.
- انخفاض شديد في الكثافة العظمية.
- عدم انتظام مواعيد الدورة الشهرية، مما يُفقد المرأة أو الفتيات قدرتها على الإنجاب بشكل سليم.
- في حال كان المصاب طفل فقد يبدو بعمر أقل من عمره المفترض والطبيعي، نتيجة ضعف وزنه، ضعف الكتلة العضلية، عدم نمو الجسم بالشكل الطبيعي له.
- الإصابة بخلل واضح في اكتمال نمو الأعضاء التناسلية عند الذكور والإناث.
علاج قصور الغدة الكظرية
بعد الانتهاء من عمل الفحوصات اللازمة تحت إشراف طبي متميز وطبيب متخصص في علاج الغدد الصماء، يبدأ الطبيب باختيار الطريقة العلاجية الأكثر تناسبًا مع ظروف الحالة، سواء كانت ظروف صحية، تاريخ مرضي سابق، تقدم في السن وغيرهم الكثير من العوامل التي تؤثر بشكل مباشر في اختيار النهج العلاج المتبع والأكثر فعالية في تحسّن الحالة، للتخلص من مشاكل الغدد في وقت معين يحدده الطبيب لتقييم مدى استجابة الجسم للعلاج.
من أبرز الإجراءات العلاجية التي يتبعها الأطباء في علاج قصور الغدد الكظرية ما يلي:
- استخدام العلاجات الدوائية والمتمركزة حول العلاج الهرموني.
- التدخل الجراحي (عملية جراحية)، في حال إصابة الأعضاء التناسلية بتشوه واضح أو وجود خلل وظيفي في وظائفها.
- التدخل الطبي باستخدام العقاقير الستيرويدية وذلك في حالات النساء الحوامل التي تزداد لديهم احتمالية إصابة الجنين بقصور الغدة الكظرية.
كيفية تشخيص قصور الغدد الكظرية
من أهم طرق التشخيص التي يتبعها ويقوم بها الطبيب المعالج بعد الكشف على الحالة وتحديد جزء كبير من حالته الصحية، ما يلي:
- الفحص السريري.
- الفحص المخبري، من خلال أخذ عينة من الدم مع قياس تركيزات هرمون الكورتيزول وألدستيرون.
- الفحص الإشعاعي، المقصود به عمل الأشعة السينية.
- التصوير بالأشعة المقطعية، أشعة CT المحوسب على منطقة البطن كاملة.
- فحص نسبة الكورتيزول الموجود بالغدة، من خلال أخذ عينة من الدم لقياس نسبة الكورتيزول، التي يجب ألا تقل عن 500.000 نانومول/لتر، ذلك لقياس مدى قدرة الغدد الكظرية على الاستجابة والإنتاج.
- عمل الفحوصات المخبرية (التحاليل المعملية) المسئولة عن الكشف عن معدل ارتفاع البوتاسيوم في الدم، أو نسبة انخفاض الصوديوم.
فرط نشاط الغدة الكظرية
يُقصد بإصابة الغدد الكظرية بفرط تنسج الكظر (خلقيًا) هو وجود مجموعة من الاضطرابات والجينات الوراثية التي تُصاب بها الغدة الكظرية، مما يؤثر على نشاط إفرازها للهرمونات، حيث أن أيّ تغيّر جيني أو ما يُعرف بالطفرة قد يؤدي تلقائيًا إلى حدوث نقصٍ ما أحد الإنزيمات المسئولة عن إنتاج الهرمونات لدى المصابين بفرط النشاط أو فرج تنسج الكظر الحلقي، يتواجد هذا الفرط في نوعين رئيسين وهما:
- فرط تقليدي: وهو نوع من فرط تنسج الكظر الخلقي يتم اكتشافه في الطفولة المبكرة أو عند الولادة، يعد النوع الأكثر حدة ولكنه نادرًا.
- فرط غير تقليدي: يعتبر النوع الأكثر انتشارًا والأقل حدة في الإصابة به، يتم اكتشافه في مرحلة البلوغ أو أثناء مراحل نمو الطفل.
وعلى الرغم من عدم وجود أي أدوية علاجية أو سائل علاجية للشفاء من حالات فرط نشاط الغدة الكظرية تمامًا، إلا أن أغلب المصابين بمشاكل الغدد الكظرية وخاصة فرط تنسج الكظر يمكنهم التعايش وممارسة الأمور الحياتية بشكل طبيعي فور تلقي العلاج حسب تشخيص الحالة وتحديد مدى خطورة الإصابة.
أسباب نشاط الغدة الكظرية
ترجع الإصابة بفرط نشاط الغدة الكظرية أو ما يُعرف بفرط تنسج الكظر الخلقي إلى عدة عوامل أشهرها والأكثر شيوعًا منها هو افتقار الغدة الكظرية إلى إنزيم الهيدروكسيلاز 21، لذلك غالبًا ما يُسمى فرط تنسج الكظر الخلقي بنقص إنزيم هيدروكسيلاز 21، حيث يحتاج جسم الإنسان هذه الإنزيم بشكل خاص لتعزيز قدرته على إنتاج نسب معينة ومقادير خاصة من الهرمونات، نذكر أيضًا من أسباب الإصابة بفرط نشاط الغدد أو التنسج الكظري الخلقي ما يلي:
- وجود اضطرابات وراثية مما يعني انتقال المرض بالوراثة من الأهل والأبوين، كما يمكن أن يُصاب به الطفل أثناء الولادة.
- أن يكون أحد الأبوين حامل للتغيّر الجيني المسبب الرئيسي لهذا المرض وهو ما يُعرف بالنمط الوراثي المتنحي الصبغي الجسدي.
أما عن عوامل خطر الإصابة بفرط نشاط الغدد الكظرية فقد يزداد خطر الإصابة بهذا المرض لدى الأشخاص الذين ترجع أصولهم إلى يهود أشكناز وذوي الأصول اللاتينية (منطقة البحر المتوسط، يوغوسلافيا، شعب اليوريك).
أعراض فرط نشاط الغدة الكظرية
أعراض فرط نشاط الغدة الكظرية
بالتأكيد قد تختلف أعراض ومؤشرات الإصابة بمرض فرط تنسج الكظر حسب نوعية الجين المعيب ومدى نقص مستوى الإنزيم، فعادة ما يعني وجود اختلال في توازن الهرمونات التي قد يحتاج إليها الجسم لأداء الوظائف الطبيعية أن هناك انخفاض شديد في معدل الكورتيزول أو الألدوستيرون، أو أنه زيادة مفرطة في نسبة الأندروجينات، أو حدوث مزيج بين الكثير من الاضطرابات التي سرعان ما تُسبب خلل في التوازن الهرموني.
أما عن أعراض فرط تنسج الكظر التقليدي:
- نقص في الكورتيزول: تتسبب الإصابة بفرط نشاط الكظر التقليدي في إنتاج الكورتيزول بكمية غير كافية على الإطلاق، مما يؤدي ذلك إلى عدم قدرة الجسم على الحفاظ على مستوى السكر وضغط الدم ومستوى الطاقة بشكل طبيعي، فضلًا عن الشعور بالإجهاد البدني والتوعك.
- النوبة الكظرية: غالبًا ما يُصاب الأشخاص الذين يعانون من فرط تنسج الكظر الخلقي التقليدي بنوبات كظرية شديدة أثر عدم قدرتهم على تحمل نقص الكورتيزول أو الألدوستيرون، أو كليهما في أحيانٍ كثيرة، فتكون حياتهم مهددة أغلب الوقت.
- تشوه في الأعضاء التناسلية أو ما يعرف بأعضاء تناسلية غير نمطية: يُقصد بها ولادة الطفل بعضو تناسلي غير نمطي أو غير مكتمل، مثل ولادة الأنثى ببظر متضخم يشبه القضيب، أو شفرتين مغلقتين بشكل جزئي تشبهان كيس الصفن، إما يكون مجرى البول وهو الإحليل والمهبل في فتحة واحدة، بدلًا من أن يكونا منفصلتين، على عكس دورة اكتمال الرحم والمبايض فقد تنمو بشكل طبيعي واعتيادي، على الرغم من ولادة الذكور بأعضاء تناسلية متكاملة وذات مظهر نمطي.
- زيادة إفراز الأندروجين أو فرط الأندروجين: ويقصد به زيادة إفراز الهرمون الجنسي الذكري لدى الذكور والإناث أيضًا، مما يجعل الطفل قصير القامة وظهور علامات البلوغ في مرحلة مبكرة، مثل شعر العانة العرض الأكثر شيوعًا وخشونة في الصوت، بالإضافة إلى ظهور شعر الوجه لدى الإناث.
- حدوث تغيرات واضحة في معدل النمو: حيث سرعان ما يحدث للطفل نمو سريع مع تقدم واضح في عمر العظام، كما يكون طول الطفل النهائي أقل من المتوسط.
- الإصابة بمشكلات الخصوبة: تشتمل مشكلات الخصوبة على مشاكل الحيض والعقم من حيث عدم انتظام الدورة الشهرية، انقطاع الطمث، مشاكل جنسية لدى الذكور.
أما عن أعراض فرط التنسج الكظري غير التقليدي:
غالبًا لا تظهر أي أعراض لفرط التنسج الكظري غير التقليدي منذ الولادة، أو حتى مع مرور الوقت على الإطلاق، فتبدأ الإصابة في الظهور عند مرحلة البلوغ والطفولة المتأخرة، من خلال اكتشاف خللٍ ما أو قصور في هرمون الكورتيزول، كما تكون الأعضاء التناسلية في شكلها ونمطها الطبيعي منذ الولادة لدى الذكور والإناث، كل ما يمكن ملاحظته فقط لدى الإناث ما يلي:
- عدم انتظام فترات الحيض (الدورة الشهرية)، أو توقف نزول الدم والإصابة في بعض الأحيان بالعقم.
- ظهور بعض سمات الذكورة مثل الشعر الزائد بالجسم، شعر الوجه، خشونة في صوت الفتيات.
- الإصابة بحب الشباب المفرط والذي يحتاج إلى مرحلة علاجية طويلة.
- ظهور مبكر لشعر العانة لدى الذكور والإناث.
مضاعفات الإصابة بفرط نشاط الغدد الكظرية
قد يتعرض المصابون بمرض فرط نشاط الغدد الكظرية أو ما يُعرف بفرط التنسج الكظري الخلقي إلى الكثير من المضاعفات والمخاطر التي تظهر بشكل مفاجئ وطارئ، أشهرها النوبة الكظرية التي طالما تهدد حياة الإنسان وتستدعي تدخل طبي وعلاجي على الفور، من الممكن أن تحدث هذه النوبة في الأيام الأولى القليلة بعد الولادة، كما أنه تحدث في مختلف الفئات العمرية، سواء أثر مرض معدي أو الخضوع إلى عملية جراحية والتعرض لإجهاد بدني شديد.
- كما يمكن أن يتسبب انخفاض مستوى الكورتيزول في الدم إلى إصابة الشخص بالإسهال والقيء والجفاف المتواصل.
- بالإضافة إلى انخفاض شديد في مستوى السكر، ناهيك عن نوبات الصرع والصدمة.
- يتسبب انخفاض هرمون الألدوستيرون في انخفاض مستوى الصوديوم في الدم وارتفاع البوتاسيوم، مما يؤدي إلى إصابة الجسم بالجفاف.
- تؤثر مشاكل فرط التنسج سواء كان التقليدي أو غير التقليدي في كفاءة الخصوبة لدى الإناث والذكور أيضًا.
كيفية تشخيص فرط تنسج الكظر الخلقي
بالتزامن مع التطور التكنولوجي وتقدم مجال الطب فيما يتعلق باكتشاف الأمراض المزمنة ومشاكل الغدد الصماء سواء كانت عيوب خلقية منذ الولادة أو حدثت بعد ولادة الطفل بفترة زمنية قصيرة أو طويلة، تمكن الأطباء الآن من تشخيص حالات فرط التنسج الكظري قبل الولادة أو بعدها أو حتى في مرحلة الطفولة والمراهقة المبكرة أيضًا، ذلك من خلال:
فحوصات واختبارات قبل الولادة:
تشتمل الاختبارات والفحوصات المستخدمة في الكشف عن الإصابة بفرط نشاط الغدد الكظرية لدى الأجنة في بطون الأمهات قبل الولادة ما يلي:
- أخذ عينة من الزغابات المشيمائية وفحصها بدقة، أي سحب خلايا مشيمية من المشيمة وفحصها.
- سحب عينة من السائل السَّلَوِي الموجود داخل الرحم، باستخدام إبرة رفيعة جدًا ثم فحص خلاياه.
أما الاختبارات والفحوصات المستخدمة بعد ولادة الأجنة (حديثي الولادة والرضع) فهي:
- فحص روتيني للكشف عن مستوى إنزيم الهيدروكسيليز 21 وهل به نقص أم أنه بالمعدل الطبيعي له، توصي الولايات المتحدة وبلدانٍ عديدة بإجراء هذا الفحص لجميع الأطفال فور ولادتهم وخلال أيام قليلة منذ الولادة، لتحديد ما إذا كان هناك نقصٍ ما بهذا الإنزيم فحينها يكون الخلل لأسباب وراثية، كما يُمكننا هذا الفحص من التعرف على شكل التنسج الكظري الخلقي والتقليدي.
- إجراء نوعًا معينًا من الاختبارات الخاصة بتحليل الصبغيات أو ما يُعرف بالكروموسومات، للرضيعات ذوات الأعضاء التناسلية غير النمطية وبشكل ملحوظ وكبير، لتحديد جنسهن جينيًا.
- عمل بعض الفحوصات المعتمدة على الموجات الصوتية لمنطقة الحوض تحديدًا الأعضاء التناسلية للإناث، لتصوير الرحم والمبايض والكشف عن ما بهم من تغيرات.
بالنسبة لتشخيص المرض لدى الأطفال البالغون اليافعون، فمن خلال:
- الفحص البدني: يقوم الطبيب المعالج بفحص الطفل المريض بدنيًا من خلال فحص ضغط الدم وقياس نسبة السكر سواء كان مريض به أو لا، مع مراعاة الكشف عن مدى سرعة نبضات وضربات القلب، بالإضافة إلى عمل بعض الاختبارات المعملية الخاصة بفحص البول والدم.
- فحص الدم والبول معمليًا وداخل مختبرات معتمدة: حيث تكشف هذه الفحوصات عن مدى تجاوز الهرمونات التي تفرزها الغدد الكظرية نطاقاها الطبيعي، فضلًا عن فحص مستوى الكهارل وهي نسبة المعادن الموجودة في جسم الإنسان، مثل الصوديوم المسئول عن توازن معدل المياه في الجسم.
- عمل اختبارات جينية لفحص الجينات المسئولة عن فرط تنسج الغدد الكظرية.
علاج الغدة الكظرية عند النساء
لن تُصاب الغدة الكظرية بالخلل الوظيفي الذي نتحدث عنه دون مسببات أو عوامل تتمركز أغلبها حول تراكم الجذور الحرة والذي يعتبر جسم الإنسان خزان لها ولتكوينها مع كل مرة تصيب الالتهابات أعضاء الجسم المختلفة، ففي حال خضوع الشخص للفحوصات والإجراءات المعملية لإثبات وجود مشكلةٍ ما في الغدة الكظرية تتوصّل إلى أن السبب الرئيسي والجذري لهذا الخلل هو وجود جذور حرة فيتم اختيار نهج علاجي مناسب للحالة وللفئة العمرية ودرجة الخطورة، يتمثل هذا النهج في “إزالة السموم” إي التخلص من المعادن الثقيلة التي يحتويها جسم الإنسان، هذا بخلاف ما قد سنورده من طرق علاجية مختلفة للتخلص من مشاكل الغدد الكظرية مثل:
- تناول الفيتامينات الوريدية: يحرص الطبيب المعالج لحالات قصور الغدة الكظرية على ضرورة وصف الفيتامينات الوريدية والتوصية بتناولها في مواعيدها الثابتة للحصول على نتيجة ملحوظة في وقت محدد، يتم تصنيع تلك الفيتامينات من خلال النباتات العشبية والطبية، التي قد تساهم أيضًا في دعم وظائف الغدد الكظرية متمثلة في الجينسينغ الصيني، الجينسنغ الأمريكي والجينسنغ الهندي أيضًا، لتحفيز إنتاج هرمونات الغدة.
- العلاج باستخدام الهرمونات البديلة: مثل الهرمون الدرقي حيث تعتمد وظائف الغدة الكظرية على هرمون الغدة الدرقية، بالتالي يؤثر نشاط وتكاسل الغدة الدرقية في عمل الغدد الكظرية، فكلما عملت الغدة الدرقية بشكل سليم كلما صح إنتاج هرمونات الغدد الكظرية، فيتامين B5، الماغنسيوم، فضلًا عن تناول الأحماض الأمينية من بروتين بذور القنب، بروتين البازلاء، بروتين الصويا، لما لهم من دور في الحد من أعراض الغدد الكظرية.
الأدوية العلاجية: في بعض الحالات قد لا يحتاج المصاب بفرط نشاط الغدد الكظرية إلى أكثر من جرعات بسيطة من الكورتيكوستيرويدات يوميًا لتعويض نقص الكورتيزول، أو بعض العلاجات الأخرى التي يتم تناولها بحذر خاصة أثناء فترات المرض أو الشعور بالتوتر الشديد، مثل القشرانيات المعدنية لتعويض نقص الألدوستيرون، لمساعدة الجسم على الاحتفاظ بالتوازن الدائم ما بين الماء والملح في الجسم وتجنب زيادة نسبة البوتاسيوم.
أعراض ارتفاع هرمون الغدة الكظرية
لا تستهين أبدًا بأعراض الغدة الكظرية فمن الممكن أن يتفاقم الأمر سريعًا ليصل إلى حد الخطورة والإصابة بأمراضٍ كثيرة وخطيرة، لذلك يُنصح دائمًا بمراجعة طبيب الغدد الصماء والخضوع للفحوصات الطبية والإجراءات اللازمة للكشف عن ما إذا كان هناك خلل في وظائف الغدد الكظرية، أما أنها تعمل بشكل سليم، ذلك من خلال أخذ عينة من الدم لفحصها ثم وضع خطة علاجية مناسبة لنوع الخلل ونسبة التحاليل التي تم إجراؤها.
تقوم الغدد الكظرية بدور هام جدًا في إنتاج بعض الهرمونات اللازمة لصحة الجسم، عادة ما تتكون من:
- الكورتيزول: وهو من الهرمونات التي ترتبط ارتباطًا وطيدًا بتلبية المتطلبات النفسية وعلاج التوتر والقلق، كما أنه هرمون مهم جدًا للجسم لأنه مسئول بشكل كبير عن الاستيقاظ في الصباح، لمنح الجسم القوة والنشاط والحيوية لممارسة المهام اليومية، هذا بالإضافة إلى أنه يعمل على مجابهة الضغوطات الجسدية والذهنية، له دور كبير في تنظيم عملية الأيض بالجسم الكربوهيدرات، البروتينات والدهون.
- الأندروجينات: هو مصدر لإنتاج هرمون الذكورة في جسم النساء، لذلك فإن زيادة إفراز هذه الهرمون يتسبب في ظهور بعض الصفات الذكورية على جسد المرأة، مثل ظهور شعر الوجه، زيادة الكتلة العضلية.
هرمون القشرانيات المعدنية: وهو هرمون يُعرف باسم “الدوستيرون”، يقوم بالحد من الالتهابات ويساعد في موازنة الماء والملح في جسم الإنسان، من خلال إعادة الصوديوم إلى مجرى الدم وطرح البوتاسيوم وكذلك البروتين (أيون الهيدروجين) في عملية الإدرار، كما يساعد أيضًا في تحفيز إفراز السكر في الدم، لذلك له دور كبير في تنظيم معدل ضغط الدم في الجسم ومن ثم توازن سكر الدم.
تحليل الغدة الكظرية
تقوم الغدد الكظرية بإفراز مجموعة من الهرمونات في الدم، مثل الكورتيزول والألدوستيرون والأدرينالين والنورإدرينالين، غيرهم الكثير من الهرمونات التي تفرزها الغدة مباشرة في الدم، يؤثر بعضًا منهم في مدى استجابة الجسم للتوتر العصبي والشعور بالقلق، أما البعض الآخر فيساعد في تنظيم عملية الأيض والتمثيل الغذائي داخل جسم الإنسان، بالإضافة إلى الكثير من الوظائف الأخرى المتعلقة بالجهاز المناعي وتنظيم ضغط الدم والسكر في الدم، لذلك لتشخيص أي مرض أو خلل في وظائف الغدد الكظرية يستدعي إجراء بعض التحاليل منها:
تحليل هرمون الكورتيزول: يتم هذا التحليل عن طريق أخذ عينة من الدم، البول أو اللعاب، يعتبر تحليل الدم هو الأكثر انتشارًا وشيوعًا، كما يُعد التوقيت الذي تم أخذ العينة فيه عاملًا أساسيًا في مدى صحة التحليل، حيث تختلف نسبة الكورتيزول في الدم على مدار اليوم، لذلك قد يتطلب منك إجراء هذا التحليل في التوقيتات الآتية:
- في حال كانت العينة المأخوذة من الدم، فيتم أخذها في أولى ساعات الصباح فور الاستيقاظ، كي يكون الهرمون في أعلى مستوياته ولا يحتاج إلى فترة من الصيام على الإطلاق.
- أما إذا كانت العينة من خلال البول فعادةً ما يتطلب منك إجراء هذا التحليل عن طريق جمع البول على مدار 24 ساعة في اليوم.
- أما إذا العينة مأخوذة من اللعاب فيتم في فترة المساء عن طريق أخذ مسحة من لُعاب المريض، ثم إرسالها إلى المختبر في الصباح.
تحليل هرمون الألدوستيرون: يرتبط تحليل هرمون الأدلوستيرون بوجود مشاكل أو اضطرابات في معدل ضغط الدم، حيث يقوم هذا الهرمون بالموازنة بين مستوى الصوديوم والبوتاسيوم عن طريق تحفيز الكليتين والقولون على التخلص من الكمية الزائدة من الصوديوم إلى الدم وكذلك التخلص من البوتاسيوم من خلال إخراجه في البول.
- يتم إجراء هذا التحليل إما عن طريق الدم، أو البول، ففي حال أخذ العينة من الدم فيتم التحليل في وضعية معينة وهي استلقاء المريض أو وقوفه، نظرًا لاحتمالية تغيّر مستويات هرمون الألدوستيرون في الدم حسب وضعية المريض.
- أما إذا كانت العينة من البول فيتم جمع العينة على مدار 24 ساعة في اليوم.
تحليل الهرمون النشط لقشرة الغدة الكظرية: يتم إفراز هذا الهرمون النشط من الغدة النخامية المتواجدة في أسفل الرأس، هي عبارة عن مجموعة من الغدد التي تقوم بدور هام في إفراز الهرمونات، التي تتجه نحو الأعضاء والأنسجة والكثير من الغدد المختلفة، بهدف تنظيم وظائف هذه الغدد.
- تزداد نسبة الهرمون النشط مع انخفاض نسبة هرمون الكورتيزول.
- كما تنخفض مستويات الهرمون النشط مع زيادة نسبة الكورتيزول في الدم.
- أما عن إجراء تحليل الهرمون النشط فيتم طلبه في حال وجود خلل في نسبة مستوى هرمون الكورتيزول، نظرًا لما بينهم من علاقة قوية تؤثر في نتائج تحليل الهرمون النشط للغدة الكظرية وهرمون الكورتيزول في نفس الوقت.